اعتادت عمالة إنزكان أيت ملول على العالمية في كل شيء، فأسواق انزكان للالكترونيك والألبسة مرتبطة بأسواق شنغهاي وهوانزكو بالصين، وقد اسقر الصينيون بالمدينة لتقريب تجارتهم لها، كما ارتبطت بالسلع التركية والخليجية والاوربية، وسوق الجملة للمدينة الخاص بالخضر والفواكه عبرت بضائعه الحدود شمالا وجنوبا ووصلت لأوروبا ولموريتانيا ومالي وبوركينافاسو وكوديفوار وغيرها، وشركات الحي الصناعي لايت ملول والدشيرة، وقريبا القليعة، ارتبطت بالأسواق الدولية، تصدر إلى أعرق الشركات المعروفة دوليا منتجاتها وقطع غيارها، والمركب الجامعي بأزرو وكلية المزار استقطبت الطلبة من مناطق مختلفة خارج الحدود في إشعاع علمي بارز لهذه العمالة.
اليوم، ها هو “الكرنفال الدولي لعمالة انزكان أيت ملول” يضيف للفن وللثقافة والابداع بالاقليم بعدا دوليا هو الآخر، فلم يعد الكرنفال الذي كبرنا معه ونحن صغارا حكرا على المدينة والاقليم، بل صار اليوم بفضل سواعد أبناء الإقليم وعامل الإقليم كرنفالا دوليا سيكون له شأن كبير، هذا البعد الدولي سيمكن من تسويق تراب عمالة انزكان ايت ملول وطنيا ودوليا، وسيسجله في مصاف المدن الثقافية العالمية على غرار سانتاكروز باسبانيا وريو ديجانيرو بالبرازيل والبندقية بايطاليا، إن حافظ على هذه المكتسبات.
لقد استطاع الكرنفال الدولي لعمالة انزكان أيت ملول، المنظم من طرف مؤسسة بيلماون بودماون، أن يحقق استقلالية كاملة عن طقوس بيلماون بودماون، وأن ينجح نجاحا باهرا دونها، فبعد ان أعطيت الفرصة للاشكال التعبيرية الأخرى أظهرت أحسن ما لديها ولم تعد تحت هيمنة بيلماون، فاكتشفنا أننا نملك طاقات وابداعات وتقاليد وتراث عظيم كان مغمورا، فصار لدينا كرنفال دولي بتراث وإرث محلي بمشاركات وطنية ودولية سيسوق تراب الإقليم والجهة، وسيدعم التنمية الاقتصادية والثقافية، وأصبح لدينا أيضا مهرجان سنوي، هو مهرجان بيلماون بودماون، الذي يحتاج هو الآخر للتطوير ليصل تراثا عالميا.
هما إذن نشاطان ثقافيان فنيان تراثيان كبيران ربحتهما عمالة انزكان أيت ملول، الكرنفال الدولي، ومهرجان بيلماون، وُلِدا بالاقليم وتطورا بسواعد أبنائه، وبهما الى جانب التجارة والصناعة والفلاحة ستكون عمالة إنزكان أيت ملول بوابة الجهة نحو الثقافة والاقتصاد العالميين.