أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب يوم 26 ماي 2025، أن الوزارة تواصل تنزيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إصلاح وتأهيل المنظومة الصحية الوطنية، ومواكبة ورش تعميم الحماية الاجتماعية، من خلال تعزيز العرض الاستشفائي عبر برامج هيكلية طموحة تهدف إلى تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية، رفع جودتها وتقليص الفوارق المجالية.
وفي هذا الإطار، تم خلال الفترة 2023–2024 إنجاز مجموعة من المشاريع الكبرى، همّت تشغيل مؤسسات استشفائية جديدة أو مؤهلة بطاقة سريرية إجمالية تفوق 2100 سرير. ومن أبرز هذه المشاريع بناء وتجهيز المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة (797 سرير)، المركز الاستشفائي الإقليمي بالقنيطرة (450 سرير)، المركز الاستشفائي الإقليمي بالحسيمة (250 سرير)، إضافة إلى تشغيل ثمانية مستشفيات للقرب بكل من أرفود، سيدي يوسف بن علي، جرف الملحة، المحاميد، آسفي، تالسينت، فكيك وأحفير.
وفي سياق متصل، تواصل الوزارة بناء خمسة مراكز استشفائية جامعية بأكادير، العيون، كلميم، الراشيدية وبني ملال، مع إعادة بناء مستشفى ابن سينا بالرباط، بتكلفة إجمالية تناهز 20,32 مليار درهم. كما يجري تأهيل وتجهيز المراكز الاستشفائية الجامعية الحالية ببرنامج استثماري يقدر بـ1,7 مليار درهم، يشمل الحسن الثاني بفاس، ابن رشد بالدار البيضاء، ابن سينا بالرباط، ومحمد السادس بكل من مراكش ووجدة.
أما على مستوى مشاريع المستقبل، فقد كشف التهراوي أن الوزارة تعمل على إنجاز 78 مؤسسة استشفائية بكلفة مالية تقدر بـ21,97 مليار درهم، منها 38 مستشفى جهوياً وإقليمياً بطاقة تصل إلى 5956 سريراً، من بينها بني ملال، الرحامنة، الناظور، أزيلال، بوعرفة وسيدي إفني.
كما خصصت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية اعتمادات مالية ضخمة ضمن برنامجها السنوي لتأهيل البنيات التحتية والتجهيزات الصحية.
وفي هذا الصدد، أشار التهراوي أن الوزارة رصدت خلال سنة 2024 ما مجموعه 850 مليون درهم كاعتمادات أداء، خُصص منها 523.32 مليون درهم بشكل خاص للتجهيزات والمعدات الحديثة.
ويهدف هذا الاستثمار الحيوي إلى تحسين جاذبية المستشفيات العمومية وتعزيز جودة التكفل بالمرضى، وذلك من خلال الارتقاء بمصالح الاستقبال وتحديثها لضمان تجربة مريحة وفعالة للمرضى منذ لحظة وصولهم.
كما يشمل البرنامج تعزيز وتجديد المرافق التقنية، وتقوية الطواقم التقنية من خلال توفير أحدث التكنولوجيات المتطورة، مثل أجهزة السكانير، ومعدات التحاليل المخبرية، وأجهزة غرف العمليات والإنعاش وغيرها من التجهيزات البيوطبية الحيوية، مع الحرص على توفير الصيانة الدورية لها لضمان استمرارية عملها بكفاءة.
وتستفيد جميع المؤسسات الاستشفائية بالمملكة سنوياً من هذا البرنامج الطموح، بهدف تأهيل بنياتها التحتية وتلبية احتياجاتها المتزايدة من التجهيزات والمعدات الطبية الضرورية. ولضمان تنفيذ فعال لهذا الشق المتعلق بالتجهيزات، أشار التهراوي قامت الوزارة بإجراء دراسة شاملة لاحتياجات المؤسسات الصحية من خلال منصة رقمية متخصصة، مما مكنها من اقتناء التجهيزات الطبية ذات الأولوية القصوى في حدود الاعتمادات المالية المتاحة