حين تكلم الفقير.. غضب السلطان!

تفجرت شرارة الجدل مباشرة بعد نهاية مباراة السد التي ضمنت بقاء حسنية أكادير في القسم الأول، حين خرج رئيس النادي، بلعيد الفقير، بتصريحات قوية أطلق فيها النار على كل من حاول تهميش “غزالة سوس” هذا الموسم، تصريحه نزل كالصاعقة على رأس الجهاز الجامعي، بعد أن تحدث الرجل عن “تحيز تحكيمي”، “ظروف غير متكافئة”، و”تدبير أضر بمسار الفريق”، واضعا يده على جرح حاول الكثيرون تغطيته بمساحيق البلاغات.

الفقير لم يهاجم لأجل الهجوم، بل عبر بصوت عالٍ عما كان يدور في الكواليس طيلة موسم شاق، قضاه الفريق يتنقل في كل الاتجاهات دون ملعب قار، محرومًا من جماهيره، ومنعدمة فيه العدالة التحكيمية، على حد وصفه، حيث قالها بوضوح: “عانينا في صمت، وتحمل اللاعبون والمسيرون ضغطا استثنائيا”

رد رئيس الجامعة فوزي لقجع لم يتأخر، مصادر مطلعة أكدت أن لقجع عبّر عن استيائه الكبير من التصريحات، ووجّه توبيخا مباشرا لرئيس الحسنية، معتبرا كلامه تشكيكا في نزاهة البطولة وضربا لمصداقية المؤسسات.

لكن المفاجأة لم تأت من دهاليز الجامعة، بل من المدرجات، جماهير الحسنية، بقيادة إلتراس إيمازيغن، لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أصدرت بيانا صريحا اعتبرت فيه ما تعرض له رئيس النادي “هجمة منظمة” فقط لأنه عبر عن صوت الفريق المهضوم. الفصيل المساند عبّر بوضوح: “نقف إلى جانب الرئيس بلعيد الفقير، لأنه قال كلمة حق ودافع عن نادينا، الذي حُرم من ملعبه ومن جماهيره، وسُلبت منه أبسط شروط التنافس النزيه.”

وأضاف البيان “لن نقبل أن تتحول الجامعة إلى سلطة تُكمم الأفواه، وتكافئ الصامتين، وتعاقب الصادقين. كرتنا لن تتطور إذا ظلت تُدار بمنطق الصنمية والخوف، بل تحتاج إلى نقد جريء ومحاسبة شفافة.”

الانتقادات الموجهة لرئيس الجامعة لم تقف عند هذا الحد، إذ اعتبر كثيرون أن الجامعة أصبحت، في نظرهم، طرفا في النزاع بدل أن تكون مظلة للجميع، كيف يعقل أن يعنف فريق بقطع مئات الكيلومترات كل أسبوع دون ملعب قار، ثم يلام عندما يتحدث رئيسه عن غياب تكافؤ الفرص؟

تصريحات الفقير أعادت فتح ملف التمييز في التعاطي مع الأندية، البعض نعتها بـ”الشجاعة”، وآخرون وصفوها بـ”الانتحار الإعلامي”، لكنها في كل الأحوال عرت واقعا مأزوما داخل البطولة الوطنية، ففي الوقت الذي ينتظر فيه من الجامعة أن تضمن العدالة وتدافع عن مصالح الأندية، تحولت في نظر كثيرين إلى هيئة تراقب من يتكلم، لا من يخطئ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.