واستهلت فعاليات المهرجان، المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعرض افتتاحي مميز قدمته فرقة فنية من مدينة “نينغبو” الصينية واشتهرت بأدائها الفولكلوري المعبر عن الموروث الصيني العريق.
وشكلت المشاركة الصينية لحظة فنية استثنائية، حيث أبهرت الفرقة جمهور المهرجان بإيقاعاتها الفلكلورية وأزيائها التقليدية وحركاتها الفنية المنسجمة، مما يعكس روح التبادل الثقافي الذي تطمح إليه هذه التظاهرة السنوية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس الفرقة الصينية، يان شياوبينغ، إنه “لمن دواعي سرورنا أن نشارك في هذا المهرجان العريق الذي يحتفي بالتنوع الثقافي، ونشعر بالفخر لعرض ثقافتنا أمام جمهور مغربي مضياف ومهتم بالفنون التقليدية”.
وأضاف أن حلول الصين كضيف شرف على هذه الدورة يجسد “عمق الصداقة والتعاون التي تربط بين البلدين، في بعدها الثقافي والإنساني”، مبرزا أن الثقافة تظل وسيلة فعالة لتعزيز التفاهم والانفتاح بين الشعوب.
وتميز الحفل الافتتاحي أيضا، بمشاركة فرق شعبية مغربية من مختلف الأقاليم والجهات، تمثل فنون “أحواش”، و”عبيدات الرمى”، و”كناوة”، و”الركادة”، والطرب الحساني “الكدرة”، بالإضافة إلى مجموعات نسائية من سوس والحوز، في عروض مزجت بين الإيقاع، والرقص، والغناء الشعبي، وعكست ثراء الموروث الثقافي المغربي.
وبالمناسبة، أكد مدير المهرجان ورئيس جمعية الأطلس الكبير (الجهة المنظمة)، محمد الكنيدري، أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية يعد مناسبة سنوية للاحتفاء بالهوية المغربية في تنوعها وتعدد روافدها، مبرزا أهمية هذه التظاهرة في تثمين التراث اللامادي ونقله للأجيال الصاعدة.
وأشار الكنيدري، في تصريح للصحافة، إلى أن “الدورة الحالية تؤكد مكانة المغرب كمنصة للحوار الثقافي الدولي، لا سيما من خلال استضافة الصين كضيف شرف، في سياق العلاقات المتينة التي تجمع البلدين في مجالات الثقافة والفن”.
وأشار في هذا السياق، إلى أن هذه التظاهرة الفنية ستكون فرصة للتلاقي بين الفنون الشعبية المغربية ونظيرتها العالمية، بمشاركة أزيد من 700 فنانا وفنانة موزعين على أكثر من ستين فرقة فلكلورية تمثل مختلف جهات المملكة، إلى جانب فرق من الصين، والسنغال، وساحل العاج.
وأضحى المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي ينظم هذه السنة ما بين 3 و7 يوليوز الجاري تحت شعار “التراث اللامادي في حركة”، مناسبة سنوية تلتقي فيها الذاكرة الجماعية المغربية مع نبض الحاضر، حيث تتقاطع التقاليد الشفوية مع الإيقاعات الحية، في فضاء يستقطب آلاف الزوار سنويا.
وإلى جانب العروض الرئيسية التي سيحتضنها قصر البديع، ستقام عروض فنية في ساحة مولاي الحسن بباب الجديد، وساحة الكركرات بحي المسيرة، وسينما الفن السابع بالمنطقة السياحية أكدال، ما سيمكن ساكنة المدينة الحمراء وزوارها من عيش تجربة فنية متنوعة وغنية على امتداد فضاءات متعددة.
وسيكون جمهور المهرجان، المنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وبدعم من مجلس عمالة مراكش، ومجلس المدينة، ومجلس جهة مراكش آسفي، وجماعة المشور القصبة، على موعد خاص مع “ليلة النجوم” يوم 7 يوليوز، حيث ستقام سهرة فنية تحتفي بتلاقح الأنماط الموسيقية، عبر مزج فن الكناوي بالأهازيج الإفريقية، إلى جانب تكريم للفنانة سعيدة شرف في لحظة احتفاء بالمرأة المغربية وبالموسيقى الأصيلة التي تمثلها.