مكناس..الدورة الـ 22 لمنتدى الفنون والمهن والمقاولة تسلط الضوء على فرص التصنيع بالمغرب

افتُتحت، يوم الأربعاء بمكناس، أشغال الدورة الثانية والعشرين لمنتدى الفنون والمهن والمقاولة، التي سلطت الضوء على تحديات وفرص التصنيع بمغرب الغد، والدور المحوري لمهندسي الفنون والمهن في هذا المجال.

ويطمح هذا المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، تحت شعار  “مغرب 2030: قوة صناعية جهوية ناشئة تحت علامة صمم في المغرب”، أن يشكل فضاء للتبادل بين الجامعيين والمهندسين المستقبليين والمهنيين الصناعيين حول تحولات الصناعة الوطنية في أفق سنة 2030.

وفي كلمة في افتتاح أشغال المنتدى، أكد رئيس جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، أحمد موشطاشي، أن شعار هذه الدورة يجسد رؤية جريئة ومستقبلية، ويعكس إرادة جماعية للارتقاء بالمملكة إلى مصاف الفاعلين الصناعيين الكبار، المتجذرين في ترابهم والمنفتحين على العالم.

واعتبر أن صناعة المغرب لسنة 2030 لن تكون فقط قضية بنية تحتية، بل ستكون قبل كل شيء مسألة عبقرية بشرية، مضيفا أن الرؤية تتمثل في “مغرب يُصمم ويبتكر ويفرض معاييره”.

وأكد أنه يتعين على الجامعة أن تصبح فاعلا ترابيا ومحفزا للكفاءات وفضاء للابتكار ورافعة للسيادة، مضيفا أنه بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس وجامعة مولاي إسماعيل “نكون مهندسين من مستوى عال، وتقنيين عالين ذوي تأهيل متميز ، وباحثين ومقاولين جاهزين لمواجهة تحديات صناعة حديثة وخضراء وشاملة”.

وأكد موشطاشي أن مهندسي الفنون والمهن المستقبليين يعتبرون مسرّعين حقيقيين للسيادة الاقتصادية والصناعية، “يتعين علينا ليس فقط مواكبتهم وإنما أيضا الإصغاء إليهم وإشراكهم في التحولات الكبرى”، مشيرا إلى أن السيادة الصناعية تعني أيضًا “تحرير طاقات شبابنا ومنحهم الوسائل اللازمة للفعل”.

من جانبه، أفاد مدير المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، أبوبكر بوعياد، بأن هذا الموعد السنوي حافظ على استمراريته بفضل إرادة جماعية لبناء المستقبل، مشيدا ب 20 سنة من الأفكار والنقاشات والتحديات والإنجازات.

وأضاف أن المنتدى أصبح، بمرور السنين، فاعلا حقيقيا في تطوير المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس والنسيج الصناعي الوطني، مسجلا أن شعار هذه السنة يشكل “توجها استراتيجيا مستمدا من رؤية ملكية وطموح جماعي”.

وقال إن “صمم في المغرب” ليست مجرد صيغة تسويقية، بل تشكل التزاما ووعدا بالجودة والابتكار والكفاءة والتجذر الترابي، مضيفا أن المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس تندرج ضمن هذا التوجه”.

وعقب حفل الافتتاح، الذي حضره على الخصوص سفير جمهورية اتحاد جزر القمر بالرباط، يحيى محمد إلياس، تم توزيع جوائز InnovAM2025 من قبل شركتي (سافران) و(سيانا) على أفضل المشاريع التي أنجزها الطلبة المهندسون في إطار مجموعات.

وقد انصبّت المشاريع على تصميم روبوت متنقل مستقل خاص بالمناطق اللوجستية في ما يتعلق بحالة شركة (سافران)، فيما كافأت شركة (سيانا) أفضل الفرق التي أنجزت نموذجاً أوليا لروبوت فحص أسفل عربات القطارات فائقة السرعة.

وبحسب المنظمين، فإن المنتدى الذي يندرج ضمن سياسة انفتاح المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس على محيطها السوسيو-اقتصادي، يُعد منصة أساسية للتبادل بين الطلبة والمقاولات والخبراء.

وأشار المصدر ذاته إلى أن موضوع هذه الدورة، المستلهم من الرؤية الملكية والاستراتيجيات الوطنية، يعكس التحول الجريء الذي يعرفه المغرب، المعزز بسياسة استثمارية نشيطة، وتعزيز الرأسمال البشري، وتبني التكنولوجيات الحديثة، مضيفا أن هذا التموقع يُتيح للمغرب تأكيد مكانته على المستويين الإقليمي والدولي.

وفضلا عن الجلسة العامة التي خصصت لتحديات وفرص التصنيع بالمغرب، تمت برمجة مائدتين مستديرتين في إطار هذا اللقاء، لمناقشة رهانات الابتكار والتنافسية، وإدماج المغرب في سلاسل القيمة العالمية.

ويشكل منتدى فنون المهن والمقاولات، إلى جانب النقاشات والتفكير الاستراتيجي، فرصة حقيقية للإدماج المهني للطلبة المهندسين، حيث يُتيح لهم التفاعل المباشر مع المقاولات الشريكة.

ومن خلال هذه المبادرة، تجدد المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، التزامها بتكوين جيل جديد من المهندسين القادرين على مواكبة طموحات المغرب والمساهمة في تنميته السوسيو – اقتصادية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.