ياسمينة بادو ترد بقوة على ابن كيران “الفتاة ليست لقلقا، والمغرب لا يبنى بإقصائهن”

في رد لافت وصفه متابعون بـ”القوي والواضح”، وجهت الوزيرة السابقة والقيادية الاستقلالية، ياسمينة بادو، انتقادات لاذعة لعبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي شبّه فيها الفتيات بـ”اللقالق”، واعتبرتها تصريحات “صادمة، مهينة، ومرفوضة”.

وأكدت بادو، في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، أن ما صدر عن ابن كيران لا يمكن اعتباره رأيا عابرا، بل “رسالة تغذي ثقافة التمييز والإقصاء، وتؤسس لفكر رجعي يتعارض مع روح الدستور، وقيم الإسلام السمحة، وتطلعات المغرب الحديث”.

وشددت القيادية الاستقلالية على أن الفتاة المغربية ليست مجرد كائن رمزي في خطابات سياسية، بل مواطنة كاملة الحقوق، معتبرة أن تعليم الفتاة ليس امتيازا، بل “حق أصيل، ومفتاح للتنمية، لا تهديدا للقيم كما يُروج له البعض”. وأضافت أن الفتاة المتعلمة تتحول إلى امرأة حرة وقادرة على المساهمة في الاقتصاد، والمشاركة في الحياة العامة، وتربية أجيال على أسس الوعي والمسؤولية.

وتابعت بادو “تعليم الفتاة هو تعليم لمجتمع بأكمله، والنهوض بها هو نهوض بالأمة جمعاء”، مؤكدة رفضها لأي خطاب يعيد البلاد إلى “عصور مظلمة” تقصي المرأة وتختزلها في صور نمطية متجاوزة.

وذكرت الوزيرة السابقة بأن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال تمكين النساء، وأن المغربيات اليوم يشغلن مناصب علمية، طبية، قضائية، فنية، وسياسية، ويمثلن ركيزة أساسية في نهوض البلاد، مضيفة: “التقليل من شأن المرأة، أو تشبيهها بالحيوانات، هو مس مباشر بكرامة نصف المجتمع، وإهانة لذكائه ووعيه”.

وفي ختام رسالتها، أكدت بادو أن “المغرب لا يبنى بإقصاء فتياته، بل بنهضتهن ومشاركتهن الفعالة”، معتبرة أن المغرب القادم “تصنعه النساء، لا يقصين منه”.

يُذكر أن تصريحات ابن كيران الأخيرة أثارت موجة واسعة من الجدل، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون انتكاسة لحقوق النساء، في وقت يعرف فيه المغرب نقاشا وطنيا متقدما حول المساواة والمناصفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.