مقاطعة جماهيرية تهدد ديربي البيضاء

قررت الفصائل المساندة لناديي الرجاء والوداد الرياضيين مقاطعة مباراة الديربي المرتقبة، السبت المقبل، على أرضية مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، احتجاجا على ما وصفته بـ”المضايقات الأمنية المتكررة” التي تطال الجمهور المغربي خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب معطيات حصلت عليها “الأول للأخبار”، فقد فشلت الجهود التي بذلتها السلطات المحلية بولاية أمن الدار البيضاء لإقناع فصائل “وينرز” الودادية، و”غرين بويز” و”إيغلز” الرجاوية، بالتراجع عن قرارها، حيث تمسك ممثلو المجموعات الثلاثة بالمقاطعة، معتبرين أن الحضور إلى الملعب لا يمكن أن يتم في ظل استمرار “الاستفزازات” و”القرارات العشوائية” في حق الجماهير.

وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية تراهنان على الديربي البيضاوي ليكون مناسبة رمزية لافتتاح مركب محمد الخامس بحلته الجديدة، تمهيدا لاستضافة المملكة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، إلا أن رفض الجماهير المشاركة في الحدث، وقرار المقاطعة، قد يفرغان المناسبة من بعدها الرمزي والاحتفالي.

وتعد مواجهة الرجاء والوداد إحدى أبرز المحطات الكروية في المشهد الرياضي المغربي، نظرا لقيمتها الفنية والتاريخية، ولما تشهده عادة من حضور جماهيري كثيف يعكس مدى الارتباط الشعبي الكبير بكرة القدم، لكن غياب المجموعات المنظمة – التي تشكل القلب النابض للمدرجات – قد يحول الديربي إلى مباراة عادية على المستوى الجماهيري، رغم أهميته على صعيد الترتيب

خلال الاجتماع الذي جمع ممثلي الفصائل بالأجهزة الأمنية، عبر أعضاء الأولتراس عن رفضهم لما اعتبروه استغلالا متكررا لصورتهم في المناسبات الرسمية، مقابل التضييق عليهم في التنقلات الجماهيرية، والمتابعات القضائية بموجب الفصل 507 من القانون الجنائي، إضافة إلى مصادرة حرية التعبير في المدرجات.

وتشير مصادر إعلامية إلى أن المزاج الجماهيري العام يتجه نحو تصعيد أكبر في حال عدم الاستجابة لمطالب المشجعين، خصوصا في ما يتعلق بحرية التنقل، وحماية الحقوق المدنية للجمهور، الذي يرى نفسه شريكا أساسيا في نجاح اللعبة، وليس مجرد متفرج يمكن تهميشه متى شاءت السلطات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.