أوشريف لـ”لأول للأخبار”: إشراك رحيمي كرأس حربة لم يخدم الخصائص الهجومية للمنتخب

قص المنتخب الوطني المغربي شريط مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا بفوز صعب على منتخب جزر القمر بهدفين دون رد، في المباراة التي جرت على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، في مواجهة لم تقنع جزء من الجماهير والمتابعين، وخلفت نقاشا واسعا حول أداء “أسود الأطلس” واختيارات الناخب الوطني وليد الركراكي.

وفي هذا السياق، قال المحلل الرياضي عبد الرحيم أشريف، في تصريح خص به موقع الأول للأخبار “بخصوص مباراة اليوم، يمكن القول إجمالا إنها كانت مباراة مقبولة، سواء من حيث الأداء أو من حيث طريقة اللعب، كنا ندرك مسبقا أن المباريات الأولى تكون دائمًا صعبة نسبيا، بحكم أنها تأتي في بداية البطولة، حيث لا يكون الانسجام قد اكتمل بعد، إضافة إلى أن المنتخبات لا تكون قد تعرفت جيدًا على خصومها، خاصة في ظل وجود تشكيلات جديدة”.

وأضاف أوشريف أن “أهم ما في أي مباراة افتتاحية، سواء في مجموعة أو بطولة، هو تحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث، لأن النقاط تمنح نوعا من الارتياح وتسهل التعامل مع ما تبقى من المنافسة. في المقابل، فإن التعادل أو الهزيمة يفرضان الشك ويخلقان ضغطا إضافيا، لذلك، يمكن القول إن الأهم في هذه المباراة هو الفوز، حتى وإن لم يكن الأداء في المستوى المطلوب. بطبيعة الحال، كنا نتمنى الجمع بين الأداء الجيد والنتيجة الإيجابية، وهو ما نأمل أن يتحقق في المباريات المقبلة”.

وأوضح المحلل الرياضي أن “المباراة الافتتاحية تكون لها خصوصية في التعامل، من الناحية التقنية، دخل المنتخب المغربي المباراة بأسلوب ضاغط منذ البداية، وجاءت ضربة الجزاء في الدقيقة التاسعة، التي كنا نأمل أن تسهل الأمور، وتدفع المنتخب المنافس إلى الخروج وترك المساحات، ما كان سيساعد على تسجيل أهداف أخرى. غير أن إضاعة ضربة الجزاء منحت منتخب جزر القمر ثقة إضافية”.

وتابع أوشريف قائلا “الإيجابي في الأمر أن المنتخب المغربي لم يفقد توازنه، وواصل اللعب بنفس النهج والبحث عن التسجيل، كما أن إصابة عميد الفريق أثرت نفسيا على اللاعبين في البداية، لكنهم سرعان ما استعادوا تركيزهم وواصلوا الضغط بحثا عن الهدف، ورغم بعض المحاولات والهجمات، التي كانت محتشمة في مجملها، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وفي الشوط الثاني، ظهر المنتخب المغربي بوجه أفضل، مع نجاعة هجومية أوضح، وساهمت التغييرات التي أجريت في تحسين الأداء، حيث جاء الهدف الأول ثم الهدف الثاني الذي منح “أسود الأطلس” نوعا من الارتياح، ودفع منتخب جزر القمر إلى البحث عن تقليص الفارق عبر الهجمات المرتدة، غير أن المنتخب المغربي ظل أكثر تركيزا، وكان اللاعبون واعين بحجم المسؤولية، خاصة أنهم يلعبون على أرضهم وأمام جمهورهم، ويدركون أن الفوز في هذه المباراة ضروري”.

وبخصوص الصعوبات التي واجهها المنتخب المغربي لتحقيق الفوز، أرجع أوشريف ذلك إلى بعض الاختيارات التقنية، قائلا “يمكن إرجاعها، من وجهة نظري، إلى التشكيلة التي اعتمدها المدرب وليد الركراكي، خصوصا بإقحام سفيان رحيمي كرأس حربة لم يخدم الخصائص الهجومية، فالجميع يعرف أن رحيمي مركزه الأصلي هو الجناح، سواء الأيمن أو الأيسر، خاصة الجناح الأيسر الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، اللعب كمهاجم صريح، وخصوصا حين يكون معزولا، لا يتناسب مع خصائصه، لأنه يحتاج إلى الأطراف والمساحات والتمريرات العرضية، وهو ما لم يكن متوفرا بالشكل الكافي في الشوط الأول، ما جعل المحاولات الهجومية قليلة جدا”.

وختم أوشريف تحليله بالتأكيد على نجاعة التغييرات في الجولة الثانية، مضيفا “في الشوط الثاني، ومع دخول الكعبي والنصيري، شاهدنا تحسنا واضحًا في الأداء الهجومي، وكثرت المحاولات، وأصبح اللعب عبر الأطراف أكثر فعالية، مع إرسال كرات داخل منطقة الجزاء. وهذا يؤكد أن الاعتماد على مهاجم صريح في هذا النوع من المباريات يمنح المنتخب حلولا هجومية أكثر”.

هذا ويواجه المنتخب المغربي نظيره المالي يوم الجمعة المقبل، قبل أن يختتم دور المجموعات بمواجهة زامبيا، ضمن منافسات نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي تتواصل إلى غاية 18 يناير المقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.