شكل موضوع “الرياضة رافعة للتنمية والتطور”، محور ندوة نُظمت الجمعة بوجدة، بمبادرة من جمعية رياضة وصداقة لجهة الشرق.
ونُظمت هذه الندوة، التي جمعت نخبة من الخبراء والباحثين والفاعلين في مجالي الرياضة والإعلام، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وشكلت منصة للنقاش البنّاء، وتبادل الخبرات، وتقديم رؤى جديدة لتطوير الرياضة على المستويين الجهوي والوطني.
وتناول اللقاء ثلاثة محاور رئيسية تهم “الذكاء الاصطناعي وآفاق الرياضة”، “الإعلام الرياضي الوطني: الرهانات والتحديات”، و”البنيات التحتية الرياضية: فرص الشراكات المحلية والدولية”.
وأبرز المتدخلون بالمناسبة، الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقطاع الرياضة، من خلال تعبئة كافة الموارد اللازمة لتكوين الأبطال في مختلف التخصصات، وإنشاء بنيات تحتية وتجهيزات رياضية بمعايير دولية.
وأكدوا أن الرياضة الوطنية، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، تتألق منذ سنوات في أبرز المحافل القارية والعالمية، رافعة راية المغرب عاليا على الساحة الدولية، مشيرين بالخصوص إلى الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بفوزه مؤخرا بكأس العالم في تشيلي، وإنجاز أسود الأطلس الذين أنهوا مشاركتهم في كأس العالم 2022 بقطر في المركز الرابع.
وإلى جانب كونها رافعة اقتصادية مهمة تستقطب الاستثمارات وتساهم في خلق فرص الشغل، تلعب الرياضة دورا محوريا في إشعاع المغرب دوليا، وتشكل رافعة قوية للتنمية البشرية، والإدماج، والتماسك الاجتماعي، لاسيما مع استعدادات المملكة لاستضافة حدثين رياضيين كبيرين في كرة القدم؛ كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2030.
وفي مداخلته، تناول إدريس العلوي المدغري، الكاتب والأكاديمي والوزير المغربي السابق، موضوع الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالرياضة، مسلطا الضوء على التطورات الراهنة في هذا المجال.
وقال إن “الذكاء الاصطناعي أصبح حاضرا اليوم في مختلف الأنشطة الرياضية؛ فهو يُستخدم لتتبع أداء اللاعبين، وتحليل النتائج، والتحقق من قرارات الحكام، وغيرها من الوظائف التي أصبحت شائعة. لكن ما ينتظرنا أكثر أهمية”، مشيرا إلى أن بعض التقنيات المتقدمة يمكن أن تلعب دورا في تحسين أداء الرياضيين.
من جانبه، أبرز جمال المحافظ، الصحفي والكاتب ورئيس المركز المغاربي للأبحاث في الإعلام والتواصل، دور الإعلام كرافعة للتنمية وأهميته في النهوض بالرياضة.
كما ركز المحافظ، مؤلف كتاب “الإعلام ومونديال 2030″، على دور الإعلام في نجاح التظاهرات العالمية الكبرى، مبرزا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مداخلته لم تكن تهدف إلى تقديم حلول جاهزة، بل إلى طرح تساؤلات وإشكاليات حول مساهمة الإعلام الرياضي في هذا الحدث التاريخي، الذي سيُنظم لأول مرة في المغرب وللمرة الثانية في القارة الإفريقية.
وتطرق في هذا السياق، لبعض الفعاليات المنتظرة خلال كأس العالم، مثل الحضور الجماهيري الكبير من مختلف أنحاء العالم، مما يبرز دور الإعلام في إبراز غنى التنوع الثقافي المغربي، وتحويل كأس العالم إلى حدث ثقافي بقدر ما هو رياضي.
واختتمت أشغال الندوة، التي تميزت أيضا بتكريم عدد من الشخصيات من جهة الشرق تقديرا لإسهاماتها في قطاع الرياضة وتطويره، بتقديم جملة من التوصيات ذات الصلة بالمحاور الثلاثة التي ناقشها المشاركون.