في واحدة من أكثر مواجهات دوري أبطال أوروبا ترقبا، يصطدم باريس سان جيرمان الفرنسي بآرسنال الإنجليزي في نصف نهائي البطولة، وسط أجواء مشحونة بالتاريخ، والأرقام والتطلعات نحو المجد القاري، ورغم كوكبة النجوم التي يضمها الفريق الباريسي، إلا أن لعنة الملاعب الإنجليزية لا تزال تطارده، حيث تشير الإحصائيات إلى سجل سلبي واضح: خمس هزائم في آخر ست مباريات خارج ملعبه أمام أندية إنجليزية، وفوز يتيم لم يشفع له لترك بصمة قوية على الأراضي البريطانية.
الهزائم جاءت أمام أندية من مختلف طبقات الكرة الإنجليزية: مانشستر سيتي هزمه مرتين في نسخة واحدة (2020-2021)، آرسنال، نيوكاسل، وأخيرًا أستون فيلا، الذي ورغم حداثة عهده بالبطولة مقارنة بالعمالقة، كاد أن يطيح بالفريق الباريسي في ربع النهائي، قبل أن يخطف الأخير بطاقة العبور بصعوبة بالغة (5-4 في مجموع اللقاءين).
في المقابل، يدخل آرسنال اللقاء بثقة عالية ومعنويات مرتفعة، بعدما دك حصون حامل اللقب ريال مدريد بخماسية نظيفة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، في واحدة من أكثر المواجهات التي شهدت تفوقًا تكتيكيًا ونضجًا جماعيًا لـ”الغانرز” منذ سنوات.
المواجهة بين آرسنال وباريس سان جيرمان ليست مجرد مباراة نصف نهائي، بل هي اختبار للهوية، واختبار للإرث. فالفريق الإنجليزي بقيادة مدربه ميكيل أرتيتا يبحث عن استعادة أمجاد غابت منذ زمن طويل، وتحقيق أول نهائي له منذ نسخة 2006، حين خسر أمام برشلونة. أما باريس، فهاجس التتويج الأول باللقب الأوروبي لا يزال يلاحقه، رغم الإنفاق الهائل والنجوم اللامعة، من نيمار ومبابي سابقا، إلى ديمبيلي وراموس وغيرهم اليوم.
مانشستر سيتي وحده من تمكن من إسقاط باريس مرتين في نسخة واحدة، وهذا التاريخ قد يتكرر، ولكن بأقدام آرسنال هذه المرة. فالفريق اللندني بات أكثر نضجًا، وأكثر ثقة، وربما أكثر جوعًا لتحقيق المجد الأوروبي.
الأنظار كلها موجهة إلى هذه المواجهة التي ستحدد أول طرف في نهائي دوري الأبطال، حيث ينتظر الفائز خصما لا يقل قوة: برشلونة أو إنتر ميلان. فهل يكسر باريس نحسه الإنجليزي؟ أم يجهز آرسنال على آخر طموحاته، ويشق طريقه بثبات نحو منصة التتويج؟