حجز المنتخب الوطني المغربي بطاقة العبور إلى نصف نهائي بطولة كأس العرب، عقب انتصاره المستحق على المنتخب السوري بهدف دون رد، في مباراة طبعتها الندية العالية وتفاصيل تكتيكية دقيقة، مساء الخميس على أرضية ملعب خليفة الدولي.
دخل المنتخب السوري المواجهة مثقلا بغياب نجمه عمر خريبين بسبب كسر في المعصم، ما دفع المدرب إلى تغيير خياراته الهجومية والاعتماد على محمود المواس لقيادة الخط الأمامي، في المقابل، استمرت معاناة المنتخب المغربي مع سلسلة من الغيابات المؤثرة التي فرضت بدورها تعديلات اضطرارية على التشكيلة الأساسية.
ورغم البداية القوية من جانب المواس، الذي حاول مباغتة الحارس المهدي بنعبيد بتوغلات مبكرة، إلا أن فعالية النسور السورية ظلت محدودة. ولم يحتج “أسود الأطلس” سوى عشر دقائق للدخول في أجواء المباراة، عبر هجمة منظمة ختمها بولكسوت بعرضية متقنة نحو أمين زحزوح، كادت أن تترجم إلى هدف لولا تدخل مثالي من الحارس السوري إلياس هدايا.
وتلقى الخط الهجومي للمغرب ضربة قاسية في الدقيقة 19 بعد إصابة طارق تيسودالي إثر اصطدام قوي مع الحارس السوري، ليغادر أرضية الميدان تاركا مكانه لوليد أزارو، وفي الدقيقة 28، أثارت مطالبة السوريين بركلة جزاء الكثير من الجدل، قبل أن تؤكد تقنية الفيديو صحة قرار الحكم بعدم احتساب المخالفة.
واستمرت المواجهة على إيقاع تبادل للهجمات، ضغط مغربي منظم يقوده بولكسوت والبركاوي، يقابله اعتماد سوري على مرتدات سريعة شكلت بين الفينة والأخرى بعض الإزعاج لدفاع المغرب، وكاد زحزوح أن يفتح باب التسجيل في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، غير أن محاولته انحرفت عن الهدف، لينتهي الشوط الأول دون تغيير في النتيجة.
مع انطلاق الجولة الثانية، رفع المنتخب المغربي من نسقه الهجومي، واقترب وليد أزارو من هز الشباك لولا تدخل الدفاع السوري في الوقت المناسب، ومع مرور ربع ساعة، أجرى المدرب طارق السكتيوي حزمة تغييرات دفعة واحدة، في محاولة لإضفاء دينامية أكبر على الأطراف والوسط.
وشكلت تسديدة أسامة طنان في الدقيقة 69 أول إنذار حقيقي للحارس هدايا، الذي قدم مباراة استثنائية، قبل أن يتبعه البركاوي بمحاولة خطيرة أخرى، واستمر السكتيوي في ضخ دماء جديدة بإقحام صابر بوغرين، لتتعاظم قوة الضغط المغربي على مناطق النسور.
وفي الدقيقة 78، أثمرت السيطرة هدفا ثمينا عبر وليد أزارو، بعد متابعته كرة مرتدة من الحارس السوري إثر تسديدة من منير الشويعر، موقعا الهدف الوحيد في المباراة ومهديا المغرب تذكرة المرور للمربع الذهبي.
وبحث السوريون عن العودة في النتيجة عبر دخول عمر خريبين وعدد من الأسماء الهجومية، غير أن التنظيم الدفاعي للمغرب صعب المهمة. وقبل نهاية الوقت الأصلي، تعرض المدافع محمد مفيد للطرد بعد تدخل خشن أكدته تقنية الفيديو، ليكمل “الأسود” الدقائق الأخيرة بعشرة لاعبين دون أن يتأثر نسقهم.
بهذا الفوز، يواصل المنتخب المغربي مساره بثبات في البطولة، على أن يواجه في نصف النهائي المتأهل من مباراة الجزائر والإمارات التي ستجرى يوم غذ الجمعة.