أسفرت قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026، التي احتضنتها العاصمة الأميركية واشنطن، عن مجموعات وصفت في مجملها بالمتوازنة، غير أن بعضها حمل جرعات مضاعفة من الحماس، خصوصا تلك التي ضمت منتخبات عربية في مواجهة كبار اللعبة على الساحة الدولية.
ومن بين أبرز هذه المجموعات، المجموعة الثالثة التي وضعت المنتخب المغربي إلى جانب كل من البرازيل، اسكتلندا وهايتي، في تركيبة تعيد إلى ذاكرة الجماهير المغربية مجموعة مونديال 1998.
وفي تصريح لموقع “الأول للأخبار”، قال المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف إن القرعة الحالية “تعد بداية لبطولة قوية ومشوقة، خاصة مع النظام الجديد الذي يتيح عددا أكبر من المباريات مقارنة بالنسخ السابقة”، وأوضح أن “هذا التقسيم يمنح فرصا أكبر للمنتخبات للعبور إلى الدور الموالي، حيث ستكون حتى المرتبة الثالثة ذات قيمة، ما سيجعل الجولة الأخيرة من كل مجموعة أكثر إثارة وتشويقاً”.
وأضاف أوشريف أن المجموعة التي تهم الجمهور المغربي “تستحضر بشكل طبيعي ذكريات 1998، حيث واجه ‘أسود الأطلس’ حينها البرازيل والنرويج واسكتلندا، لكن الفارق اليوم أن المنتخب المغربي لم يعد ذلك الفريق الذي يصنف بين الصفوف الخلفية، بل أصبح رقماً صعباً عالميا”.
وللتأكيد، شدد أوشريف على أن “المغرب اليوم منتخب يضرب له ألف حساب؛ سواء بالنظر لنتائجه في كأس العالم الأخير بقطر حيث أنهى في المركز الرابع، أو من خلال سلسلة الانتصارات القياسية التي بلغت 18 مباراة متتالية، إضافة إلى تأهله السلس لنهائيات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم”. وهو ما اعتبره “سببا كافيا ليجعل المنتخب المغربي ضمن التصنيف الثاني عالمياً في هذه البطولة”.
وبخصوص حظوظ “الأسود”، يرى أوشريف أن المنتخب الوطني “يملك حظوظا كبيرة، على الورق، للعبور إلى الدور الموالي”، لكنه يستدرك قائلا “لا ينبغي التقليل من قيمة أي منتخب، فالجميع تجاوز مراحل إقصائية صعبة، وكل فريق في الكأس يحمل نقاط قوة يجب احترامها”.
أما عن المنتخب البرازيلي، فقال المحلل الرياضي “البرازيل منتخب كبير، بتاريخ ثقيل ونجوم عالميين، ويظل دائما من بين أفضل خمسة منتخبات في العالم. سبق أن واجهناه وفزنا عليه، وهذا يعطينا دفعة معنوية، لكن النجاح في دور المجموعات يمر عبر التركيز والجدية واحترام كل الخصوم دون استثناء”.
وختم أوشريف تصريحه بالتأكيد على أن المنتخب المغربي “يمتلك كل المقومات لتقديم نسخة قوية أخرى من كأس العالم، بشرط استثمار التجربة الأخيرة في قطر، والتعامل بذكاء مع تفاصيل المباريات”.