الرباط.. الماء يوحد الذاكرة في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي “مغرب الحكايات”

الرباط – التأم الرواة ومحبو الكلمة، مساء أمس الأربعاء، في رحاب حديقة التجارب النباتية بالرباط، لإحياء حفل افتتاح الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي “مغرب الحكايات”، الذي تنظمه الأكاديمية الدولية للتراث اللامادي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

 وعكس غنى فقرات هذا العرس الحكائي الفني، الذي حمل عنوان “أسطورة إيسلي وتسليت، من ألف حكاية وحكاية”، روح هذه الدورة التي تنظم تحت شعار “حكايتك ماء، ارويها ترويك”، وذلك وسط حضور وازن من الرواة والمبدعين والمشاركين من مختلف أقطار العالم، وعلى رأسهم جمهورية بنما، ضيف شرف الدورة.

وتميز الحفل بمجموعة من العروض الحكائية المشوقة والوصلات الاستعراضية الأخاذة التي أداها مشاركون من المغرب ومن دول عدة، علاوة على عروض موسيقية وغنائية.

كما عرف الحفل تكريم سفيرة جمهورية بنما بالمغرب، إيسبيث كييل مورسيا، وتقديم شهادات تقديرية لعدد من “الكرابة” في تكريم رمزي لشخصية “الكراب”، بالإضافة إلى تكريم شخصيات أخرى وتتويج عدد من المشاركين بجوائز التميز.

وأكدت مديرة المهرجان، نجيمة طاي طاي، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الثانية والعشرين تكتسي طابعا خاصا من خلال استضافة جمهورية بنما كدولة شرف، “بما يعكس قوة الروابط الثقافية جنوب–جنوب، ويفتح نوافذ التفاعل بين ضفتي الأطلسي، من أقصى أمريكا اللاتينية إلى ضفاف إفريقيا”.

وأبرزت أن المهرجان يشكل فضاء حيا لـ”الكلمة والذاكرة”، وملتقى عالميا للرواة من مختلف الثقافات، يعيد الاعتبار لفن الحكاية كجسر إنساني للتواصل، ومجالا مفتوحا للاحتفاء بالتنوع والانفتاح.

وأضافت المديرة أن المهرجان نجح في رد الاعتبار لشخصية “الراوي”، باعتباره ركيزة من ركائز الذاكرة الشفهية المغربية، وهو اليوم يواصل المهمة ذاتها عبر تسليط الضوء على شخصية “الكراب المغربي”، بوصفه رمزا تراثيا عميقا في الثقافة الشعبية ولارتباطه الوثيق بعنصر الماء، محور هذه الدورة.

من جانبها، أعربت سفيرة جمهورية بنما، إيسبيث كييل مورسيا، عن بالغ اعتزازها باختيار بلدها كضيف شرف لهذه الدورة، معتبرة ذلك تكريسا للروابط الثقافية والإنسانية التي تجمع بين بنما والمغرب، وتجسيدا لروح الانفتاح والتقارب.

وأكدت أن المملكة المغربية بلد معروف بكرم الضيافة وغنى موروثه الثقافي والروحي، وهو ما ينعكس في هذا الملتقى الذي يحتفي بالكلمة والذاكرة الجماعية والماء، باعتبارها جميعا مكونات رمزية توحد الشعوب وتجدد صلتها بجذورها وهويتها.

وأضافت السفيرة أن الاحتفاء بالماء في هذه الدورة يستحضر أيضا قناة بنما الشهيرة، وأنهار بلادها، التي تشكل شرايين حياة تؤسس للربط بين القارات والثقافات، وتشكل جزءا من الذاكرة الجغرافية والإنسانية للعالم.

وتتواصل فعاليات الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي “مغرب الحكايات” إلى غاية 13 يوليوز الجاري، عبر برنامج غني يشمل عروضا حكائية وورشات تطبيقية لفائدة الأطفال واليافعين، إلى جانب موائد مستديرة ولقاءات أكاديمية وتكريمات فنية وثقافية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.