في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب، أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، على أهمية تحويل الأوراش الكبرى إلى رافعة حقيقية للتشغيل وتنمية الكفاءات الوطنية، وجاء ذلك خلال مشاركته نهاية الأسبوع المنصرم في اليوم الإعلامي المخصص للبرامج التوقّعية لصفقات القطاع العام في مجال البناء والأشغال العمومية، الذي نظمته وزارة التجهيز والماء.
وفي كلمة له بالمناسبة، شدد السكوري على أن الاستثمارات الضخمة التي تعلن عنها الدولة لا ينبغي أن تبقى أرقاما جامدة في التقارير الرسمية، بل يجب أن تترجم على أرض الواقع إلى فرص عمل ملموسة لشباب هذا الوطن، عبر تعبئة حازمة لكل المتدخلين في المجال لدعم التشغيل وتطوير المهارات.
الوزير كشف عن حزمة من التدابير الجديدة التي باشرتها وزارته، وعلى رأسها توسيع دعم الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) ليشمل الفئات التي لا تتوفر على شهادات، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو دمقرطة الولوج إلى سوق الشغل وفتح المجال أمام فئات طالما ظلت على هامشه، كما أبرز أهمية التكوين بالتدرج المهني داخل المقاولات، باعتباره آلية عملية لإكساب الشباب خبرات ميدانية وربطهم مباشرة بنسيج الإنتاج.
ومن بين المحاور التي توقف عندها الوزير، إصلاح تشريعات العمل بما يضمن توفير بيئة سليمة ومحفزة على الاستقرار والإنتاج، مع التشديد على ضرورة توفير عمل لائق يحفظ كرامة شباب المغرب ويضع حداً لهدر طاقاتهم بين البطالة أو الهجرة.
وفي ختام كلمته، دعا السكوري إلى جعل جهود التكوين والتأهيل المهنيين جزءاً من دينامية مستدامة وشاملة، تربط الأوراش التنموية الكبرى التي يشهدها المغرب اليوم بمسار تنموي لا يُقصي أحداً، ويجعل من الكفاءة والعمل ركيزتين أساسيتين لبناء المستقبل.