يدخل المنتخب المغربي، مساء اليوم الاثنين، واحدة من أكثر مبارياته حساسية في بطولة كأس العرب قطر 2025، حين يواجه نظيره السعودي على أرضية ملعب لوسيل، في ختام دور المجموعات. مباراة لا تحتمل الهفوات، ولا ترتفع فيها قيمة الحسابات بقدر ما ترتفع قيمة التركيز والصرامة التكتيكية.
“أسود الأطلس” يملكون أربع نقاط في رصيدهم، ما يعني أن التعادل يكفيهم لبلوغ ربع النهائي، غير أن خطاب المدرب طارق السكتيوي ظل واضحا منذ البداية: لا لعب على التعادل، ولا تواكل على الحسابات؛ الفوز هو الخيار الأول والأخير.
وتقف حسابات العبور المغربي على ثلاثة سيناريوهات، أبرزها وأبسطها الفوز على السعودية، إذ سيرفع المنتخب رصيده إلى سبع نقاط، ليعبر في صدارة المجموعة بلا انتظار نتائج الآخرين.
أما التعادل، ورغم كونه كافيا للتأهل وصيفا خلف السعودية التي ضمنت مرورها سلفا، فإن السكتيوي لا يريد وضع لاعبيه في خانة “الاكتفاء بالدنيا”، فالتعادل يجر معه هامشا ضيقا للخطأ، ويزيد الضغط على المجموعة في الأدوار المقبلة.
السيناريو الثالث يبقى الأصعب: الخسارة، ففي حال تعثر الأسود أمام السعودية، يرتبط المصير بنتيجة مباراة عُمان وجزر القمر. يحتاج المغرب في هذه الحالة إلى تعادل عمان أو خسارتها، أو التفوق عليها بفارق الأهداف إن حققت الفوز.
وهي وضعية لا يريدها السكتيوي ولا الشارع الكروي المغربي، خاصة أن خسارة اليد العليا في الحسابات تعيد المنتخب إلى متاهة الانتظار والضغط، في وقت تحتاج فيه العناصر الوطنية إلى الثبات الذهني قبل دخول مرحلة خروج المغلوب.
وإضافة إلى الأرقام والسيناريوهات، تبدو مباراة اليوم اختبارا حقيقيا لـ”شخصية المنتخب”. فالسعودية تدخل اللقاء دون ضغط كبير، ما يجعلها منافسا أخطر من الناحية الذهنية، بينما يحتاج المغرب إلى أداء منضبط، واقعي في الدفاع، جريء في الهجوم، وحاضر ذهنياً منذ الدقيقة الأولى وحتى صافرة النهاية.