عاد المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم من لوساكا بانتصار جديد ثمين على حساب المنتخب الزامبي بهدفين دون رد، ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
ورغم أن التأهل إلى المونديال قد حسم منذ الجولة الماضية، إلا أن أبناء وليد الركراكي دخلوا المواجهة بعقلية المنتصر الباحث عن المزيد، مدركين أن الحفاظ على الرصيد الكامل من النقاط لا يخدم فقط صورة المنتخب، بل يساهم أيضًا في تعزيز ترتيبه العالمي داخل تصنيف “الفيفا”.
منذ الدقائق الأولى، كشف يوسف النصيري عن نوايا الأسود بهز شباك أصحاب الأرض مبكرا بعد ضغط من بلال الخنوس أربك الدفاع الزامبي. وبعدها، أخذت عناصر المنتخب المبادرة، وبرزت الصلابة الدفاعية بقيادة ياسين بونو الذي واصل تأكيد مكانته كحارس استثنائي بإنقاذات حاسمة، أبرزها أمام رأسية باتسون داكا.
وفي الجولة الثانية، ظهر الوجه الأكثر نضجًا للمنتخب الوطني، حين دون حمزة إيغامان اسمه ضمن لائحة المسجلين بقذيفة رائعة من خارج المنطقة، هدف أكد الفارق في الجودة والفعالية بين المنتخبين. بقية دقائق المباراة كانت مجرد محاولات لزامبيا لاختراق الحائط الدفاعي المغربي، لكن دون جدوى.
انتصار اليوم لم يكن مجرد ثلاث نقاط إضافية في رصيد الأسود، بل كان درسًا في الانضباط والجدية. فقد اختار الركراكي إجراء تغييرات عديدة على التشكيلة الأساسية، في خطوة تؤكد رغبته في توسيع قاعدة الجاهزية داخل المجموعة، ومنح الفرصة للاعبين آخرين لاختبار قدراتهم في مواجهة رسمية.
وبهذا الفوز، رفع المنتخب المغربي رصيده إلى 21 نقطة من 7 مباريات، متصدرًا مجموعته عن جدارة واستحقاق، تاركا وراءه كل من تنزانيا (10 نقاط) وزامبيا والنيجر (6 نقاط لكل منهما)، فيما تذيّل الكونغو الترتيب بنقطة وحيدة.
رحلة الأسود من لوساكا إلى الرباط تحمل هذه المرة أكثر من انتصار رقمي؛ إنها عودة محملة بثقة أكبر، ورسالة واضحة أن المغرب لا يكتفي ببطاقات التأهل، بل يسعى دائمًا لتأكيد الهيمنة وفرض الذات في القارة الإفريقية والعالمية.