وقالت برباران، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، “من البيرو، نتابع بإعجاب كبير الدبلوماسية المغربية الحديثة الفعالة وذات العمق الإنساني، والتي جعلت من المغرب ليس فقط شريكا موثوقا، بل أيضا مرجعا في مجال الاستقرار، والرؤية الاستراتيجية، والقيادة البناءة في عالم يتطور بشكل مستمر”.
وأشادت، في هذا الصدد، بالتحول الهيكلي الحقيقي الذي باشره المغرب بفضل سياسة مضطردة للاستثمار في البنيات التحتية، التي لم تؤد إلى تحديث البلاد فحسب، بل أعادت أيضا تعريف تموقعها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وسجلت أن “هذا التحول يستجيب لرؤية استراتيجية يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى ترسيخ مكانة المملكة كجسر بين إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين”، معتبرة أن المشروع الأكثر رمزية الذي “زرناه مؤخرا هو دون شك ميناء طنجة المتوسط، وهو منصة لوجستية من الطراز العالمي جعلت من المغرب قوة مينائية”.
وكشفت النائبة البرلمانية البيروفية أن هناك مشروعا آخر لفت انتباهها، يتمثل في الخط فائق السرعة “البراق”، وهو أول قطار فائق السرعة في إفريقيا، مشيرة إلى أن “تصميمه وإنجازه في وقت قياسي أمران مثيران للإعجاب”.
وأضافت، في السياق نفسه، أن المغرب اختار أن يجعل من مدينة الداخلة قطبا بحريا جديدا بفضل بناء ميناء الداخلة الأطلسي. وستعزز هذه البنية التحتية من اندماج المملكة في الأسواق الإفريقية وأسواق أمريكا اللاتينية، كما ستعزز الدور الاستراتيجي للأقاليم الجنوبية كمنصة للربط بين القارات.
وأوضحت أن المغرب يتوفر، أيضا، على شبكة واسعة من الطرق العصرية، وبنيات تحتية من المطارات تستجيب للمعايير الدولية، تجعل منه مركزا رئيسيا للنقل الجوي في القارة الإفريقية.
وأكدت برباران أنه على الصعيد الدبلوماسي فرضت المملكة نفسها كفاعل محوري يحظى بالاحترام في إفريقيا والعالم العربي وفي باقي أنحاء العالم، بفضل دبلوماسيتها الاستباقية المرتكزة على الحوار، مسجلة أن المغرب استطاع التوفيق بين الدفاع الحازم عن مصالحه الوطنية، لاسيما قضية وحدته الترابية، وبين الانفتاح على العالم بشكل ذكي وبناء.
وأشارت، في هذا السياق، إلى أن مخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب سنة 2007 إلى الأمم المتحدة، من أجل تسوية ملف الصحراء، حظي بدعم واسع من قبل المنتظم الدولي، مسجلة أن أكثر من 120 دولة تدعم حاليا هذا المقترح، من بينها فاعلون رئيسيون مثل الولايات المتحدة، وإسبانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى عدد متزايد من الدول بمختلف القارات، ومنها أمريكا اللاتينية.
وأبرزت برباران، من جهة أخرى، التزام المغرب بتعزيز العلاقات متعددة الأطراف وبناء روابط متينة مع أمريكا اللاتينية، مشيرة إلى أن انضمام المغرب كعضو ملاحظ إلى مجموعة دول الأنديز شكل محطة مهمة، تعززت بمشاركته في منظمات إقليمية أخرى، من قبيل برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (بارلاتينو)، والبرلمان الأنديني (برلاندينو)، ومنظمة الدول الأمريكية، وتحالف المحيط الهادئ، وغيرها.
وفي ما يتعلق بوضعية المرأة، أشادت بمسلسل تمكين المرأة في المغرب، الذي يشكل أحد ركائز الإصلاحات العميقة، القانونية والمؤسساتية التي أحدثت تحولا هيكليا ومستداما في دور المرأة داخل المجتمع المغربي.
وخلصت برباران إلى أن “هذا المسلسل يجسد برمته الإرادة الحازمة للمغرب لبناء مجتمع دامج، حيث لا تشكل الريادة النسائية رمزا على التقدم نحو المساواة فحسب، بل تشكل أيضا محركا استراتيجيا للتماسك الاجتماعي والتقدم الشامل للمملكة”.