في خطوة وصفت بالحاسمة، اقترب نادي ريال مدريد الإسباني من طي صفحة كارلو أنشيلوتي وفتح صفحة جديدة بقيادة مدرب شاب يحمل جينات “الميرينغي” وشغف المستقبل، إذ كشفت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن إدارة النادي استقرت على تعيين تشابي ألونسو مدربا للفريق في بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية بين 14 يونيو و13 يوليو.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الاتفاق تم خلال الأسبوع الماضي في محادثات مباشرة بين إدارة الريال والمدرب الإسباني، حيث أبدى الطرفان توافقا تامًا على انطلاقة المشروع الفني الجديد مع صافرة البطولة العالمية، دون اللجوء إلى خيار المدرب المؤقت الذي كان مطروحا بشدة في الأسابيع الماضية.
ويأتي هذا القرار الاستراتيجي وسط حالة من الغموض والترقب التي سادت محيط “البيت الأبيض” مؤخرا، على خلفية قرب رحيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي تواترت الأنباء عن اقترابه من تولي تدريب منتخب البرازيل بعد نهاية الموسم، وبينما طرحت أسماء عديدة لخلافته مؤقتا، وعلى رأسهم الأرجنتيني سانتياجو سولاري وراؤول جونزاليس، حسمت الإدارة موقفها وقررت منح الثقة الكاملة لألونسو، خصوصًا بعد النجاحات اللافتة التي حققها هذا الموسم مع باير ليفركوزن الألماني.
تشابي ألونسو، الذي يُعتبر من أبناء النادي وأحد أبرز من ارتدوا قميصه في خط الوسط خلال العقد الماضي، أثبت قدرته على بناء فريق متماسك وناجح مع ليفركوزن، قاده خلاله إلى سلسلة انتصارات تاريخية وأداء جماعي فني راق، ما جعله هدفًا لعدة أندية أوروبية كبرى، لكن ريال مدريد حسم السباق مبكرا، مستفيدا من ارتباطه العاطفي والتاريخي بالنادي الملكي.
وترى إدارة الريال أن إشراك ألونسو منذ بطولة دولية كبرى بحجم كأس العالم للأندية سيمنح الفريق استقرارا فنيا حقيقيا، ويهيئ اللاعبين لتقبل فكر المدرب الجديد، بدل المرور من مرحلة انتقالية قد تربك المنظومة، خصوصًا مع افتقار الأسماء المؤقتة كالمدرب سولاري للخبرة المطلوبة في مثل هذه المواعيد الحاسمة.
من الواضح أن ريال مدريد لا يريد إعادة سيناريوهات الارتباك السابقة التي عاشها عند تغيير دفة القيادة الفنية، ويراهن هذه المرة على مشروع طويل الأمد، بروح شابة وأفكار حديثة، تحت إشراف مدرب يعرف البيت الملكي جيدًا، ويفهم طقوسه من الداخل.