جدل واسع في سيدي بيبي بعد توقف مهرجان الموكار

أثار قرار إلغاء مهرجان “الموكار” بجماعة سيدي بيبي جدلا واسعا بين الفاعلين المدنيين والمتابعين المحليين بالجماعة، بعد أن كشف نائب رئيس المجلس الجماعي سمير بيوارين في تصريح صحفي أن السبب يعود إلى اعتباره المهرجان ليس من الأولويات، وأنها غارقة في مشاكل أعمق تستوجب إعطاءها الأولوية قبل الالتفات إلى المهرجانات والأنشطة الثقافية.

لكن هذه التبريرات لم تمر دون ردود فعل قوية من عدد من أبناء المنطقة، الذين اعتبروا القرار مفاجئا وغير مبرر، بل وطرحوا تساؤلات حول توقيته الحقيقي، خاصة وأن الجماعة لطالما عرفت نفس المشاكل دون أن يلغى المهرجان في دوراته السابقة.

في هذا السياق، قال عزيز بلكيرد في تصريح لموقع الأول للأخبار “أولا تصريح نائب الرئيس بخصوص إلغاء مهرجان الموكار بداعي أن مشاكل سيدي بيبي كثيرة وأن الأولويات تفرض قرار الإلغاء، نساءل السيد النائب ومعه مكونات المجلس ككل عن المشاكل التي سيتم حلها هذه السنة بعد قرار الإلغاء؟ وأين سيتم صرف الاعتمادات التي تُرصد للمهرجان؟”، مضيفا باستغراب “الغريب والمفارقة أن هذا المهرجان كانت جمعية المبادرات المحلية هي التي تشرف عليه، وهي جمعية يرأسها أخ السيد النائب، مما يفتح الباب أمام تأويلات مشروعة مفادها تمكين المقربين والعائلة من المال العام، وهذا انحطاط سياسي وأخلاقي”.

وتابع الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية ” الأدهى والأمر أمام كل ذلك هو أن جدول أعمال دورة يوليوز يتضمن دعما ماليا سيصرف لجمعيات في التنشيط الثقافي، ومعظم هذه الجمعيات لمقربين من مستشارين جماعيين، فعن أي أولويات يتحدث نائب الرئيس؟ هل يقصد أن يتم توزيع الدعم على جمعيات السادة أعضاء المجلس إرضاء للخواطر، خاصة وأن المجلس يعيش على وقع صراعات لا تنتهي؟ إنه العبث ومهزلة ما بعدها مهزلة، مجلس يدك المال العام دكا في الخوا الخاوي ‘بلا حشمة بلا حياء’ ثم يطل علينا نائب الرئيس في صورة الملاك المُنقذ”.

وأضاف بلكيرد “وحتى لا يفهم من تصريحنا هذا أننا ندافع عن تنظيم المهرجان، أقول: ساكنة سيدي بيبي مستعدة للصوم عن الأكل والشرب 5 سنوات، على ربي يا مجلس جماعة سيدي بيبي ويا نائب الرئيس، حققوا وعودكم التي سطّرتموها في برنامج ‘تستاهل أحسن’ التي تحللت كما يتحلل البسكويت الذي أصابه العفن”.

ومن جهتها، قالت الفاعلة الجمعوية وئام كايزي “مشاكل جماعة سيدي بيبي ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة أكثر من نصف ولاية من التدبير المرتبك والجمود التنموي، من يتباكى اليوم على التنمية، كان حاضرا في فترات سابقة ولم نر له أثرا لا في الميدان ولا في النتائج”.

وأضافت “الصغير قبل الكبير يعلم أن مشاكل جماعتنا لا تعد ولا تُحصى منذ بداية ولايتها، ونحن الآن على أبواب نهايتها، لكن يتم اليوم تقديم قرار الإلغاء كأنه استجابة لحالة وعي مفاجئة أو حرص على مصلحة الساكنة”.

وتابعت “نحن لا نبحث عن المزايدة، ولكننا نرفض المتاجرة بالمواقف، فالمسؤولية تمارس بالمبدأ والوضوح، لا بالمناورات اللحظية والمقالات التبريرية الشفهية التي تفتقر إلى أي رصيد ميداني”، وختمت كلامها قائلة “أخيرا، إن من اختار أن يوجه رسائل شفهية عبر تدوينات صحفية فارغة بدل الانخراط الفعلي في العمل الميداني، فليعلم أن الساكنة تُقيم بالإنجازات، لا بالتصريحات المتباكية، وأن المزايدات السياسوية لم تعد تنطلي على أحد”.

أما أيوب الرماش (من ساكنة سيدي بيبي)، فقد عبر عن استغرابه الشديد من القرار قائلا “بكل صراحة وأسف، يصعب علينا كمتابعين للشأن الثقافي المحلي أن نستوعب قرار إلغاء مهرجان ‘الموكار’، الذي ظل لسنوات مناسبة رمزية تعكس هوية المنطقة وعمقها التاريخي، كان من الأجدر بالمجلس الجماعي أن يسعى لتقوية هذا الحدث، لا أن يتذرع بوجود ‘مشاكل أهم’، وكأن التنمية والثقافة نقيضان لا يجتمعان. فالمهرجان ليس ترفا، بل جزء من الاقتصاد الرمزي والسياحي الذي يمكن أن يكون رافعة حقيقية إن أُحسن تدبيره”.

وأضاف “ما يحز في النفس أكثر هو أن المبررات المعلنة تبدو سطحية ولا تصمد أمام الواقع، خاصة أن الموكار قد نظم سابقا في ظروف أصعب من الآن دون أن تُثار هذه الذرائع. ولهذا نحمل المجلس مسؤولية هذا القرار الذي تبدو خلفياته سياسية أكثر من كونها تدبيرية، ونخشى أن يكون ما جرى وما صُرح به مجرد حملة انتخابية مسبقة مغلفة بلغة المصلحة العامة”.

ويقول الفاعل الجمعوي محمد التيس “في الوقت الذي صرّح فيه النائب الأول لرئيس جماعة سيدي بيبي بأن “المهرجان المحلي ليس أولوية”، واضاف “بصفتي رئيسا لجمعية الوفاق أؤكد ان هذا التصريح يجسّد بوضوح فشل الجماعة في التسيير الاستراتيجي والتخطيط الثقافي”.

“المهرجان المحلي ليس مناسبة عابرة هو موروث ثقافي واجتماعي يساهم في تعزيز الانتماء وتنشيط الاقتصاد المحلي، وتثمين المنتوجات التراثية غياب الرؤية الواضحة، وسوء التنظيم، ورفض إشراك المجتمع المدني في قرارات ذات طابع عام” يقول التيس.

وختم كلامه بالتأكيد أن ما وقع “يُعد مؤشرا خطيرا على تراجع مبدأ الديمقراطية التشاركية، ويطرح تساؤلات مشروعة حول أولويات المجلس الجماعي ,المشكل ليس في المهرجان، بل في غياب الإرادة السياسية والكفاءة اللازمة لتنظيمه بما يخدم الساكنة”.

وفي إطار البحث عن التوضيح، حاولنا الاتصال بنائب رئيس المجلس الجماعي ومدير المهرجان سمير بيوارين، إلا أن الخط كان مشغولا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.