وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة أن الوزارة تولي اهتماما بالغا لتكوين مهندسين متمكنين، مواكبين لمتطلبات العصر، قادرين على المساهمة الفعلية في إنجاح الأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا في مختلف المجالات.
وأوضح أن المدرسة بادرت بإعداد هندسة بيداغوجية جديدة لمختلف التخصصات الملقنة بها، بشكل يتماشى مع التطورات التقنية والهندسية المستقبلية، ومع الرهانات والاستحقاقات التي سيعرفها المغرب في المستقبل المنظور، فضلا عن المشاريع والأوراش العديدة التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلاقتها وخاصة تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى على رأسها كأس العالم 2030.
وأضاف أن الوزارة عملت على تبني خطة عمل ذات الأولوية تروم تحديث نظامها التكنولوجي وإرساء نظام التحسين المستمر لنجاعة الأداء، وذلك عبر الرقي بالتكوين الأساسي بالمدرسة قصد تلبية حاجيات مختلف القطاعات من مهندسين من مستوى عالي.
وتابع أن هذه المؤسسة أولت عناية خاصة لمعاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الأشغال العمومية التابعة للوزارة، مع تجويد وتحسين برامج إدماج الموظفين الجدد، وتحسين الملاءمة بين الكفاءات والمناصب المشغولة.
وسجل الوزير، أن هذه الخطة تهدف إلى تشجيع الابتكار والبحث العلمي التطبيقي في مجالات تدخل الوزارة، فضلا عن إرساء دعائم السيادة التكنولوجية في مجالي البناء والأشغال العمومية والماء والأرصاد الجوية.
من جانبه، عبر مدير المدرسة الحسنية للأشغال العمومية جواد بوطاهر، عن اعتزازه بخريجي هذا الفوج الذين تمكنوا من رفع التحديات والعقبات بعزيمة قوية، مبرزا الدور المحوري الذي تضطلع به المدرسة في تكوين مهندسين من مستوى رفيع، وبالتالي ضمان للخريجين المهارات اللازمة للتفوق في مجالات تخصصهم.
وأكد التزام المدرسة بالبحث عن التميز في خدمة تكوين مهندسين من النخبة، والبحث العلمي، والتنمية، وتعزيز رأس المال البشري ببلادنا، مشيرا إلى أن عدد خريجي المدرسة تجاوز 7500 مهندس في مختلف التخصصات.
وذكر أن رأسمال البشري الذي يتلقى تكوينه بالمدرسة يضطلع بدور أساسي في تنفيذ المشاريع الكبرى للبنيات التحتية التي تساهم في تنمية المغرب، مثل الطرق والطرق السيارة والسدود والسكك الحديدية والمطارات والموانئ والبنيات التحتية للماء الصالح للشرب والكهرباء والاتصالات، بالإضافة إلى البنيات التحتية الرقمية والرقمنة.
وقد بلغ عدد خريجي هذا الفوج 249 خريجا موزعين على 84 في الهندسة المدنية بفرعيها: هندسة البناء والبنيات التحتية للنقل، و36 في الهندسة الكهربائية، و31 في هندسة المياه والبيئة، و23 في هندسة المدينة والبيئة، و23 في هندسة اللوجستيك والنقل،و 20 في علوم المعلومات الجغرافية، و14 في هندسة المعلوميات، و14 في تخصص الأرصاد الجوية، إضافة إلى 4 خريجين في إطار التكوين المزدوج مع مدارس شريكة أجنبية.
وخلال هذا الحفل، قدمت مختلف المؤسسات والشركاء جوائز التميز التي منحت للمتفوقين في كل تخصص من تخصصات المدرسة ، إضافة إلى جائزة المتفوق من هذه الدفعة.
كما شكل هذا الحدث مناسبة لتكريم الأساتذة وأطر وموظفي المدرسة الذين أحيلوا على التقاعد خلال السنوات الماضية، وذلك تقديرا لجهودهم في تكوين أجيال من المهندسين وفي إشعاع المدرسة الحسنية للأشغال العمومية.
تجدر الإشارة إلى أن المدرسة الحسنية للأشغال العمومية تأسست سنة 1971، وتخصصت بداية في التكوين في مجال المهن المتعلقة بالبنيات التحتية والموارد ذات الرهانات الكبرى كالمياه والطاقة، قبل أن تتحول تدريجيا إلى مؤسسة متعددة التخصصات، تقترح شعبا متنوعة.