شاكر: معالجة المياه العادمة تشكل رافعة لمواجهة الإجهاد المائي وتطوير الاستعمالات البديلة

نوه سعيد شاكر، المستشار البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، بالتحول الإيجابي الذي بات يطبع مقاربة تدبير المياه العادمة بالمغرب، مؤكدا أن التعامل مع هذه المياه انتقل من اعتبارها عبئا على كاهل الجماعات الترابية إلى النظر إليها كمصدر هام للمياه غير التقليدية.

وأشار شاكر إلى أن هذا التحول ساهم فيه البرنامج الوطني لتعبئة المياه العادمة المعالجة واستغلالها، خاصة في مجال سقي المساحات الخضراء، وهو ما يفتح المجال أمام استعمالات أخرى واعدة، سواء في الأشغال العمومية أو في بعض الأنشطة الصناعية والخدماتية التي تستهلك كميات مهمة من المياه.

وفي تعقيبه، دعا المستشار البرلماني إلى تعزيز قدرات تعبئة ومعالجة هذه المياه، والعمل على تقليص كلفة المعالجة بهدف الحفاظ على النجاعة الاقتصادية وضمان استدامة المحطات، مشيدا في الوقت ذاته بالتوسع الملموس في إنجاز محطات معالجة المياه العادمة بمختلف جهات المملكة.

كما شدد شاكر على ضرورة تسريع تعميم الربط بشبكات التطهير السائل، ورفع نسبة معالجة المياه العادمة لتصل إلى مستويات قريبة من 100 في المائة، مع إبداع نماذج ملائمة للتجمعات السكانية الصغرى والدواوير، لتقليص كلفة البنية التحتية المرتبطة بتجميع ونقل المياه العادمة.

وفي السياق ذاته، دعا إلى تعميم الفصل بين قنوات صرف مياه الأمطار والمياه العادمة المنزلية والصناعية، من أجل تقليص كلفة المعالجة وضمان جودة أفضل للمياه المعالجة.

وأشار المستشار البرلماني إلى أهمية تعبئة مختلف المتدخلين من إدارات ومؤسسات عمومية وجماعات ترابية ومقاولات وأطر تقنية، قصد إعطاء دفعة قوية للبرنامج الوطني للتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، داعيا إلى الاستفادة من التجارب الناجحة، وعلى رأسها تجربة مدينة الرباط، حيث تتم الاستعانة بهذه المياه في سقي مساحات واسعة من الحدائق.

واعتبر أن تسريع وتيرة تنفيذ هذا البرنامج الوطني من شأنه الإسهام بشكل ملموس في التخفيف من حدة الإجهاد المائي، عبر تقليل الضغط على الموارد التقليدية، وتوفير بدائل عملية للاستخدام في السقي والقطاع الصناعي، مشيدا في ختام تدخله بجميع المتدخلين الذين يسهرون على إنجاح هذا الورش الوطني الحيوي وتحسين شروط البيئة والصحة العمومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.