وجه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة وغير مسبوقة للمركزيات النقابية، متهما إياها بـ”الارتزاق” والتواطؤ مع السلطة التنفيذية على حساب الطبقة العاملة، وذلك خلال كلمة ألقاها بمناسبة عيد الشغل، يوم الخميس 1 ماي 2025، بمدينة الدار البيضاء.
بن كيران لم يخف امتعاضه مما وصفه بـ”انحراف” العمل النقابي عن مبادئه الأساسية، قائلا “النقابات مرتزقة، وأقولها بوضوح، لأن مسؤوليها راكموا المكاسب بينما ظل العمال على هامش الاستفادة الحقيقية من نتائج الحوارات الاجتماعية”. وأضاف أن بعض النقابيين نسجوا علاقات مريبة مع دوائر القرار، واستثمروا مواقعهم من أجل تحقيق منافع شخصية بدل الدفاع عن حقوق الشغيلة.
وانتقد الأمين العام لحزب “المصباح” ما اعتبره تواطؤا صامتا بين النقابات والحكومة الحالية، مشيرا إلى أن الساحة العمالية تشهد تراجعا خطيرا على مستوى الحريات النقابية، وتراجع القدرة الشرائية، مقابل صمت نقابي غير مبرر، كما كشف أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب لم توجه الدعوة للأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق، وذلك إلى جانب رئيس الحكومة عزيز أخنوش والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، قائلا “زمن المجاملات انتهى، ومن ساهم في إسقاط العدالة والتنمية لا يستحق مقعدا على طاولتنا”.
في سياق متصل، شن ابن كيران هجوما حادا على الحكومة الحالية، منتقدا فشلها في الوفاء بوعودها الانتخابية، خاصة ما يتعلق بالدعم المباشر وزيادة أجور الأساتذة، كما اعتبر أن بعض الزيادات الأخيرة في رواتب الموظفين لا معنى لها أمام الارتفاع المتزايد في معدل التضخم وغلاء الأسعار، قائلاً: “الزيادة لا تُقاس بالرقم، بل بما تبقى في جيب المواطن بعد أن ينتهي من ملء قفته”.
واستنكر ابن كيران ما وصفه بـ”العبث الحكومي”، مستشهدا بما اعتبره “فضيحة” ذبح رئيس الحكومة لـ60 كبشا في منطقة أغوراي لإقامة حفل، في وقت أعفى فيه الملك المواطنين من ذبح الأضاحي هذه السنة بسبب الأزمة، وتابع قائلا؛
“هذه الحكومة فقدت المشروعية السياسية والأخلاقية، لأنها لم تعد تعكس تطلعات المواطنين ولا تحترم أولويات المرحلة”.
في المقابل، احتفلت الشغيلة المغربية بعيدها الأممي في ظل أجواء مشحونة، تطبعها حالة من الاحتقان الاجتماعي، نتيجة استمرار التضييق على العمل النقابي، وتآكل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وارتفاع منسوب القلق وسط فئات واسعة من العمال والشباب بسبب تفاقم الهشاشة وتراجع فرص الشغل.
وخرجت مختلف المركزيات النقابية، كعادتها، في مسيرات ووقفات احتجاجية في عدد من المدن، رفعت خلالها شعارات تطالب بإصلاح أنظمة التقاعد، وتحسين الأجور، وضمان الحرية في التنظيم، والتصدي لتغوّل الرأسمال على حساب الكرامة الإنسانية.