تستعد مدينة تازة لاحتضان فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الدولي لمسرح الطفل، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 21 نونبر 2025، تحت شعار: «أطفال اليوم… صُنّاع مسرح المستقبل».
ويأتي تنظيم هذه الدورة في إطار الاستراتيجية الثقافية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، التي تهدف إلى دمقرطة الثقافة وتحقيق الإدماج الترابي عبر تقريب العروض الفنية من المجال القروي، وتشجيع المسرح التربوي كوسيلة لترسيخ القيم الجمالية والتربوية لدى الناشئة.
الحدث، الذي يُنظم تحت إشراف المديرية الإقليمية للثقافة بتازة، وبتعاون مع مجلس جماعة تازة ومجلس جهة فاس مكناس، وبشراكة مع عدد من الهيئات والمؤسسات المحلية والجهوية، أصبح موعدًا سنويًا بارزًا في الأجندة الثقافية الوطنية، وفضاءً للتبادل الإبداعي بين التجارب المسرحية الوطنية والدولية.
وتعرف دورة هذا العام مشاركة فرق مسرحية دولية من إسبانيا، البرازيل، العراق، السنغال، تونس، مصر، السعودية، الصين واليمن، إلى جانب فرق مغربية وطنية ومحلية، بما يُغني البرمجة الفنية ويُعزز حضور المسرح المغربي الموجّه للطفل في الساحة الثقافية العالمية.
كما يتضمن البرنامج فقرات ضمن مبادرة «عالم المعرفة»، التي تنظم بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والمجلس الجهوي لحقوق الإنسان، وتشمل ورشات في الكتابة المسرحية وصناعة الأقنعة، وماستر كلاس تكوينية، ولقاءات لتوقيع كتب الأطفال، وفضاءات للتفاعل المباشر بين الفنانين الصغار والمبدعين.
وترى الجهات المنظمة أن هذا المهرجان يندرج ضمن التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى النهوض بأوضاع الطفولة واعتبار الثقافة رافعة للتنمية الشاملة، عبر توسيع قاعدة المشاركة الثقافية وتوفير فضاءات آمنة ومحفزة للإبداع.
كما يُجسد المهرجان وجهًا من أوجه الدبلوماسية الثقافية الموازية للمغرب، من خلال استقبال فرق فنية من مختلف القارات، بما يعزز جسور التواصل والحوار الفني والإنساني بين الشعوب.
ومن المنتظر أن يعرف حفل الافتتاح الرسمي، المقرر يوم الثلاثاء 18 نونبر 2025، تقديم عرض مسرحي مميز لفرقة من الصين، إلى جانب فقرات فنية وكلمات الجهات المنظمة، واستعراض البرنامج المفصل للدورة.
بعد أكثر من عقدين من العطاء، يواصل مهرجان تازة الدولي لمسرح الطفل ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفضاءات الثقافية المغربية التي تُمكّن الطفل من اكتشاف جماليات المسرح، والمساهمة في بناء جيل مبدع يؤمن بدور الفن في التنمية والارتقاء الإنساني.