منذ دعم ماسك لترامب في حملة 2024 بمساهمات مالية تجاوزت 275 مليون دولار، نشأت علاقة سياسية مصلحية، تمثلت في دور ماسك كـ”مستشار فعال” في تأسيس ما عُرف بـ**“Department of Government Efficiency”** داخل البيت الأبيض لكن هذه العلاقة الرسمية بدأت تتصدع في وقت لاحق حينما انتقد ماسك مشروع قانون الإنفاق الجمهوري، واصفًا إياه بـ”جبال من الزوائد البغيضة”– ما أثار استياء ترامب، كما وصف مشروع القانون بأنه “شر مقيت” وسيزيد من العجز الاتحادي، وكتب -في منشور على منصة إكس- “أنا آسف، ولكنني لم أعد أتحمل ذلك.. مشروع قانون الإنفاق الهائل والفظيع في الكونغرس هو شر مقيت”.
شن ماسك هجومًا لفظيًا نادرًا على ترامب من خلال تغريدات في “X”، قائلاً: “بدوني لن يفوز ترامب أبدًا”. ترامب ردّ علنًا بإهانات مباشرة، واصفًا ماسك بـ”متعاطٍ ضخم للمخدرات” و”فاقد للعقل”، مهدّدًا بـ”عواقب وخيمة” لتمويل أي مرشح ديمقراطي، حتى لو اضطُرَّ الأمر لإنهاء عقود حكومية مع شركات ماسك.
بعد تصريحات ترمب المهاجمة لماسك سجّلت شركة تسلا الأميركية واحدة من أكبر الخسائر السوقية في تاريخها، بعد أن فقدت نحو 380 مليار دولار من قيمتها منذ بداية عام 2025، في ظل تصاعد التوترات بين رئيسها التنفيذي إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وحسب بيانات الأسواق، فقد تراجعت القيمة السوقية لتسلا من 1.3 تريليون دولار مطلع يناير الماضي إلى 950.63 مليار دولار بحلول السادس من يونيو الجاري، مسجلة انخفاضا بنسبة 29.3%، وهو الأسوأ أداء بين كبرى الشركات العالمية هذا العام.
وسط هذا التصعيد العلني، ماسك حذف تغريدات هجومه الأشد، بما في ذلك تلك التي ربطت ترامب بإبستين وندّد فيها بسياساته، في تحوّل قد يدل على خشية تأثير الصراع على أعماله وشركاته.
لكن رغم التوتر، تشير تقارير من Politico إلى أن فريق ترامب والفريق من البيت الأبيض يسعون لإجراء اتصال هادئ مع ماسك، في محاولة لتجاوز التوتر وتهدئة الأجواء.
ترامب لمح في تصريحات أخيرة إلى عدم رغبته في الحديث مع ماسك، لكنه أيضًا لم يُعلن عن إلغاء عقود حكومية، وحرص على أن تظل أبواب المصالحة مفتوحة بعد تبادل عبارات “تمنياتي بالتوفيق له ولتسلا”.
الخلاصة
المعركة بدأت بمسألة قانونية اقتصادية وارتفعت بسرعة إلى مستوى شخصي عام.
المجالات الرئيسية للنزاع: موازنة الدولة، النفوذ السياسي، ومساحة التهديد لمدخلات الأعمال الخاصة بشركات ماسك.
النهاية ما تزال مفتوحة: خيارات الانفراج يمكن أن تكون عبر مكالمة مباشرة أو قد تؤدي إلى فصل نهائي في العلاقة.