عقد وفد اقتصادي من جهة الدار البيضاء-سطات، الثلاثاء في ميامي (ولاية فلوريدا)، اجتماعا استكشافيا مع مسؤولين من مركز التجارة العالمي بميامي وائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة ميامي-ديد، تمحور حول الترويج للعلامة التجارية “صنع في المغرب” بالولايات المتحدة.
ويضم الوفد المغربي، الذي يقوده رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، مسؤولين من غرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء-سطات، وعددا من رجال الأعمال المغاربة.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضرته القنصل العام للمملكة في ميامي، شفيقة الهبطي، استعرض الوفد المغربي الجهود التي تبذلها الغرفة من أجل مواكبة انفتاح العلامات التجارية المغربية على الأسواق الدولية وتعزيز صادرات المنتجات المصنعة بالمغرب.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد محمد الفن، رئيس لجنة الاستثمار بغرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء-سطات، الالتزام بتهيئة بيئة مواتية للابتكار والتميز على صعيد المبادلات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة، مسلطا الضوء على منتجات مغربية جاهزة للتصدير إلى السوق الأمريكية، خصوصا في قطاع الصناعات الغذائية.
وذكر بأن المغرب أصبح اليوم بوابة استراتيجية نحو الأسواق الإفريقية، داعيا مسؤولي مركز التجارة العالمي بميامي وائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة ميامي-ديد إلى استكشاف سبل التعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء-سطات من أجل تطوير علاقات تجارية متينة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
من جانبه، وصف جيرارد فيليبو، المدير التنفيذي لائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة ميامي-ديد، الشراكة بين جهة الدار البيضاء-سطات ومقاطعة ميامي-ديد بأنها “طبيعية”، مبرزا أن الخط الجوي المباشر الذي يربط بين المنطقتين عبر الخطوط الملكية المغربية يشكل “امتيازا استثنائيا” لتطوير التبادل التجاري.
وأشار إلى أنه من المتوقع ارتفاع حجم المبادلات التجارية مستقبلا، خصوصا عبر النقل البحري، وأيضا الجوي، مبرزا أن المغرب يتوفر على بنية تحتية لوجستية جد متطورة، من أبرزها المركب المينائي طنجة-المتوسط، الذي يعد “أكبر ميناء في إفريقيا وفاعلا رئيسيا في النقل البحري العالمي”.
وأضاف مدير الائتلاف، الذي يعد المُخَاطَب الرئيسي لهذه المقاطعة الأمريكية لدى الحكومات الأجنبية: “نحن في ميامي مهتمون بشكل كبير بالمنتجات الغذائية المغربية، لاسيما تلك التي تشكل العلامة المميزة لفن الطبخ المغربي”.
من جانبه، قال إيفان باريوس، الرئيس التنفيذي لمركز التجارة العالمي بميامي، إن المركز يعد من أبرز الهيئات التجارية العالمية، ويضم أزيد من 300 مركز تجاري في أكثر من 90 بلدا.
وأوضح أن المركز يسهم في تنشيط التجارة الدولية بمقاطعة ميامي-ديد (الأكثر كثافة سكانية في جنوب شرق الولايات المتحدة بـ2.7 مليون نسمة)، من خلال معارض مهنية ذات صيت عالمي، وفعاليات اقتصادية، وبرامج تدريبية لتعزيز التجارة الثنائية، داعيا الشركات المغربية إلى المشاركة في المعارض التي ينظمها المركز، وخاصة الدورة المقبلة من “معرض الأغذية والمشروبات للأمريكيتين” المقررة في شتنبر 2026.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، تم استقبال الوفد المغربي، الذي يضم أيضا مسؤولين من المركز الجهوي للاستثمار لجهة الدار البيضاء-سطات والمديرية الجهوية للسياحة، من قبل رئيس الحرم الجامعي بكلية ميامي-ديد، فيرمن فاسكيز، بمقر المؤسسة.
وخلال هذا اللقاء، أبرز السيد معزوز الفرص “الهائلة” للتعاون بين الجهة المغربية ومقاطعة ميامي-ديد في مجالات السياحة، والتجارة، والصناعة، والاستثمار.
بدوره، أشاد السيد فاسكيز برغبة المغرب في توسيع مبادلاته الاقتصادية والتجارية مع ميامي، مؤكدا أن مقاطعة ميامي-ديد تشكل منصة محورية للتجارة والمبادلات مع أمريكا الوسطى والجنوبية وإفريقيا وأوروبا.
وأعقب هذا اللقاء نقاش أدارته السيدة الهبطي والسيد معزوز مع طلبة كلية ميامي-ديد، حول مؤهلات الاقتصاد المغربي وفرص الاستثمار الواعدة في المملكة.