مصنع “CITIC Dicastal” المغربي، نموذج “منارة” للتصنيع الذكي في إفريقيا

حصل مصنع “CITIC Dicastal” المغربي على لقب “مصنع منارة” من المنتدى الاقتصادي العالمي، ليصبح بذلك أول مصنع في القارة يحقق هذا الإنجاز، هذا الاعتراف الدولي يعكس تطور القطاع الصناعي المغربي ودوره الريادي في إدخال تقنيات التصنيع الذكي والرقمنة إلى القارة السمراء.

يمثل “مصنع المنارة” أعلى معايير التصنيع المتقدم، حيث يُعد نموذجًا لتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهذه التقنيات تشمل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والمعدات الذكية، ما يجعل المصنع مرجعًا عالميًا لأفضل الممارسات الصناعية.

ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن هذه المصانع تسهم في تعزيز الإنتاجية، تطوير حلول المشكلات، وتشجيع الابتكار المستدام.

يقع المصنع في المنطقة الحرة الأطلسية على مساحة 25.33 هكتار، ويُنتج سنويًا 6 ملايين عجلة من الألمنيوم و5 ملايين قطعة مسبوكة، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكن المصنع من تحسين الأداء التشغيلي بشكل ملحوظ، حيث زادت كفاءة المعدات بنسبة 17.35%، وارتفعت إنتاجية العمل بنسبة 26.58%، وانخفضت نسبة العيوب في المنتجات بمقدار 31.11%.

كما سجل المصنع إنجازات بيئية لافتة، حيث خفّض انبعاثات النطاق 1 و2 بنسبة 53%، من خلال تقنيات مثل التعلم الآلي وخوارزميات “AI-BOX”، يتم التحكم بدقة في التغيرات الحرارية وتحسين استهلاك الطاقة، مما يعزز الاستدامة ويقلل الهدر.

يمثل هذا المشروع ثمار الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب، والتي تأسست عام 2016، وأشار المنتدى إلى أن المصنع ليس فقط إنجازا تقنيا، بل منصة لتعزيز التنمية الصناعية في إفريقيا. فهو يوفر فرص عمل محلية، ينقل الخبرات التقنية، ويطور البنية التحتية وسلاسل التوريد.

باعتباره أول “مصنع منارة” في إفريقيا والثالث عالميًا خارج الصين، يقدم “CITIC Dicastal” المغربي نموذجًا يُحتذى به للدول الطامحة إلى التحول الصناعي، وهذا الإنجاز يعزز مكانة المغرب كقوة صناعية صاعدة في القارة، ويمهد الطريق لتعاون أكبر تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق.

هذا اللقب ليس فقط شهادة على التميز، بل دعوة للمزيد من الاستثمار والابتكار في القارة الإفريقية، حيث يمكن لمثل هذه المشاريع أن تسهم في تغيير واقع الصناعة، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.