تجاهل إدارة معرض أليوتيس لمطالب الإعلاميين: استهتار أم سوء تدبير؟

يبدو أن معرض أليوتيس، الحدث البارز في قطاع الصيد البحري، قد اختار سياسة “التجاهل” بدلا من الحوار، متجاهلا دور المؤسسات الإعلامية كشريك أساسي في إنجاح الفعاليات الوطنية والدولية، وهذا التجاهل، الذي أثار استياء تنسيقية المقاولات الإعلامية، يعكس أزمة تواصل حقيقية بين إدارة المعرض والجسم الصحفي، ويطرح تساؤلات حول مدى احترام هذه التظاهرات لحق الإعلاميين في الولوج إلى المعلومة وتغطية الحدث بما يليق به.

لطالما كانت التغطية الإعلامية عنصرًا حاسمًا في نجاح المعارض والملتقيات الكبرى، حيث تسهم في الترويج للحدث وإبرازه على الصعيدين الوطني والدولي، ومع ذلك، ورغم المطالبات المتكررة من طرف تنسيقية المقاولات الإعلامية، فضلت إدارة معرض أليوتيس الصمت المطبق، متجاهلة النداءات الداعية إلى تحسين آليات التواصل والتنسيق.

هذا الموقف لا يعكس فقط استخفافا بدور الإعلام، بل يكشف أيضًا عن غياب رؤية استراتيجية لدى القائمين على المعرض فيما يخص علاقتهم بالصحافة، مما قد يؤثر سلبًا على إشعاع الحدث ومكانته.

مطالب تنسيقية المقاولات الإعلامية ليست تعجيزية أو خارجة عن السياق، بل هي حقوق مشروعة تهدف إلى تحقيق تغطية إعلامية ناجعة ومتوازنة، هذه المطالب تركز على:

  1. ضرورة التفاعل الجاد مع المؤسسات الإعلامية باعتبارها جزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والإعلامي الوطني.
  2. تحسين قنوات التواصل لضمان علاقة أكثر شفافية بين إدارة المعرض ووسائل الإعلام.
  3. تمكين الصحفيين من الولوج إلى المعلومة وفق ما تكفله القوانين المنظمة للقطاع.
  4. فتح قنوات الحوار المستمر لضمان تواصل سلس ودائم مع الإعلاميين.

لكن، أمام هذا التجاهل، هل يمكن اعتبار الأمر مجرد “سوء تدبير” أم أنه قرار ممنهج لإقصاء الإعلاميين ومنعهم من ممارسة دورهم الطبيعي؟

أمام هذا الوضع، لم تستبعد تنسيقية المقاولات الإعلامية اتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمرار سياسة الإقصاء والتجاهل، قد تشمل اللجوء إلى الجهات الوصية والمؤسسات المعنية لضمان احترام حقوق المؤسسات الإعلامية. هذا التصعيد، إن حصل، سيكون دليلا واضحا على أن الإعلاميين لم يعودوا يقبلون بدور “المتفرج” في المشهد الإعلامي، بل يطالبون بحقوقهم المشروعة في تغطية الأحداث وفق معايير مهنية واضحة.

معرض أليوتيس ليس مجرد تظاهرة اقتصادية، بل هو حدث ذو أبعاد وطنية ودولية، يستوجب مواكبة إعلامية متكاملة لضمان نجاحه، واستمرار إدارة المعرض في تجاهل مطالب الإعلاميين لن يؤدي إلا إلى تقويض صورة الحدث والتشكيك في مدى التزامه بمبادئ الشفافية والتواصل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.