وتم إحداث هذه المنشأة الجديدة، الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، تماشيا مع التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، بهدف وضع هذه المراكز التي تم إنشاؤها في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز عبد الحميد صنهاجير، مسؤول مشاريع بمؤسسة محمد الخامس للتضامن بجهة الدار البيضاء-سطات، أن هذا المركز القطاعي، المتواجد بجماعة تيط مليل (إقليم مديونة)، يروم الإشعاع على المستويات الإقليمية والوطنية والإفريقية، مشيرا إلى أنه يهدف إلى تكوين يد عاملة مؤهلة قادرة على تلبية متطلبات سوق الشغل، مع مواكبة المهنيين من خلال برامج التكوين المستمر معتمدة ومعترف بها.
وأشار إلى أن المركز، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 800 مقعد بيداغوجي، يوفر تكوين أساسي في 6 تخصصات موزعة على ثلاثة مستويات (تقني متخصص، تقني، وتأهيل)، مضيفا أن هذه المنشأة تتوفر على أحدث التجهيزات التكنولوجية المتطورة التي تستجيب للمعايير الدولية في هذا القطاع.
وأضاف أن المركز يتوفر كذلك على داخلية بطاقة استيعابية تبلغ 120 سريرا، مما يضمن ظروف إيواء جيدة وملائمة للمتدربين، بالإضافة إلى ستة ورشات كبرى للتكوين، ومختبر لتحليل واختبار ومراقبة جودة التلحيم، وقاعات للدرس، وفضاءات مشتركة، منها مركز للتوجيه المهني، وقاعات اللغات، وقاعة المهارات السلوكية والثقافة المقاولاتية، بالإضافة إلى قاعة متعددة الوسائط ومكتبة.
ويندرج هذا المشروع، الذي بلغت تكلفته الإجمالية 94 مليون درهم، في إطار استراتيجية المؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى التكوين المهني لفائدة الشباب المنحدرين من أوساط هشة، من خلال توفير آفاق ملموسة للاندماج السوسيو-اقتصادي.
وفي تصريحات للصحافة بالمناسبة، أشاد عدد من المستفيدين من خدمات المركز بجودة العرض البيداغوجي والتجهيزات المتوفرة، مشيرين إلى أن هذه المنشأة تمثل فرصة حقيقية لاكتساب مهارات تقنية قوية، في إطار يجمع بين النظري والتطبيقي، بما يتماشى مع متطلبات السوق الصناعية.
وبفضل المرافق التي تستجيب للمعايير الدولية، يمكن هذا المركز من الجيل الجديد المستفيدين من الاستعداد بفعالية للاندماج المهني، من خلال تطوير معارفهم واستقلاليتهم. وفي هذا الإطار، أشاد عدد منهم بالتزام مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتنزيل هذا المشروع المهيكل، الذي يهدف إلى فتح آفاق مستقبلية حقيقية للشباب المحلي.
كما يعد هذا المركز واحدا من ثلاثة عشر مركزا جديدا التي أحدثتها المؤسسة في عدد من عمالات وأقاليم المملكة. وتندرج هذه البنيات في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب.
وتتعلق هذه الإنجازات بثلاثة برامج رئيسية هي المراكز الطبية للقرب – مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وشبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، والبرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان.
وبفتح هذه البنيات الجديدة، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن انخراطها لفائدة ولوج أفضل للعلاجات والتكوين ومواكبة الساكنة الهشة، من خلال وضع مبدأي القرب والتضامن في صلب عملها.