انهى المنتخب الوطني النسوي استعداداته لمواجهة منتخب الكونغو الديمقراطية، في إطار الجولة الثانية من نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات “المغرب 2024″، وذلك بعد تعثره في لقاء الافتتاح أمام زامبيا الذي انتهى بالتعادل الإيجابي (2-2). وتسعى لبؤات الأطلس لتدارك هذا التعثر وتحقيق أول انتصار في البطولة من أجل الإبقاء على حظوظهن قائمة في بلوغ الدور ربع النهائي.
الناخب الوطني خورخي فيلدا رودريغيز يدرك أهمية هذه المواجهة المصيرية، ويعي جيدا أن أي نتيجة غير الفوز ستعقد مهمة التأهل، خاصة أن المباراة الثالثة ستكون أمام منتخب السنغال القوي، أحد أبرز المرشحين في المجموعة.
وفي هذا السياق، أكد المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف أن المباراة ضد منتخب الكونغو الديمقراطية “لن تكون سهلة”، مبررا ذلك بأن “المنتخب الكونغولي رغم خسارته العريضة في مباراته الأولى أمام السينغال، سيدخل هذه المواجهة بكل قوته للحفاظ على حظوظه في الجولة الأخيرة، لذلك لا ينبغي الاستهانة به”.
وأضاف في تصريح خاص به موقع الأول للأخبار “المنتخب المغربي بدوره تحت ضغط كبير، لأنه مطالب بتحقيق الفوز، ونتمنى ألا يتحول هذا الضغط إلى عامل سلبي يؤثر على أداء اللاعبات، ومن الضروري أن تعمل الإدارة التقنية على إزالة هذا العبء النفسي، لأن الفوز في هذه المباراة بات ضرورة ملحة”.
وتابع أوشريف حديثه قائلا “في حال لم تحقق لبؤات الأطلس نتيجة إيجابية أمام الكونغو، فإن المواجهة الثالثة ضد السنغال ستكون معقدة للغاية، فالسنغال منتخب منظم ويمتلك خبرة كبيرة، وسيسعى بدوره لتحقيق الفوز بأي طريقة”.
وأشار المحلل ذاته إلى ضرورة أخذ جميع المنتخبات على محمل الجد، قائلا “أي منتخب تأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا فهو بالتأكيد منتخب قوي. البطولة لا تخلو من المفاجآت، ولا مجال للاستهانة بأي خصم، وهذه إحدى النقاط التي أضعفت المنتخب المغربي في المباراة السابقة”، مؤكدا أن الاستهانة بالخصم كانت وراء نتيجة التعادل.
واستطرد “دخل المنتخب المغربي لقاء زامبيا بثقة زائدة، وكأنه ضامن للفوز، ما جعله يبدأ المباراة بدون تركيز كافٍ، وتلقى هدفا مبكرا أربك حساباته. في المقابل، زادت ثقة المنتخب الزامبي وبدأ في فرض أسلوبه”.
وأوضح “رغم أن المغرب نجح في تعديل النتيجة سريعا، إلا أن الأخطاء الدفاعية، وخصوصا من حارسة المرمى، تسببت في استقبال هدف ثانٍ، ورغم تعدد المحاولات، فإن اللمسة الأخيرة والتسرع في بعض الفترات أفقدتا الفريق الفعالية المطلوبة، قبل أن يتمكن من إدراك التعادل في الأنفاس الأخيرة من تسديدة قوية خارج منطقة الجزاء”.
وختم أوشريف حديثه بالتأكيد على أهمية الفوز في المباراة القادمة، قائلا “يجب أن يمنح المنتخب المغربي أهمية كبيرة لهذه المواجهة، وأن يلعب بتركيز كامل. لا يمكن أن نستضيف كأس إفريقيا على أرضنا دون أن ننافس على اللقب، خاصة أن الظروف مواتية والدعم الجماهيري حاضر. حظوظ لبؤات الأطلس لا تزال قائمة، لكن الفوز على الكونغو بات ضرورة لا مفر منها”.