المنتدى والمعرض الدولي للحركية والنقل واللوجستيك بالدار البيضاء

شكل موضوع “الربط الإقليمي والتعاون جنوب-جنوب: الاستراتيجيات والإمكانات” محور ندوة نظمت يوم الخميس بالدار البيضاء، في إطار فعاليات النسخة الثانية من المنتدى والمعرض الدولي للحركية والنقل واللوجستيك (لوجيتير / LOGITERRE).

وسلط المشاركون خلال هذا اللقاء، الضوء على السبل الكفيلة بتعزيز التكامل الإقليمي وتشجيع التعاون بين دول الجنوب، مؤكدين في هذا السياق على أهمية تطوير البنية التحتية للنقل واللوجستيك لدعم التجارة البينية وتسهيل حركة البضائع والأفراد.

من جهة أخرى، أشاروا إلى الدور المحوري للمغرب كمركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية، من خلال تسليط الضوء على الاستثمارات والمشاريع المبتكرة التي أعادت تشكيل البنية التحتية للطرق والموانئ والمطارات، بما يسهم في ربط القارات وتسهيل تدفق التجارة العالمية، مؤكدين أن الربط الإقليمي لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل أيضا الأبعاد الاجتماعية والثقافية، حيث يعزز تبادل المعارف والخبرات بين الدول الشريكة.

وتطرق المشاركون إلى التحديات التي تواجه التعاون جنوب-جنوب، بما في ذلك تمويل المشاريع الكبرى، والتنسيق بين السياسات الوطنية والإقليمية، مشددين على أن رفع هذه التحديات رهين بتشجيع الكفاءات المحلية وتبني حلول مبتكرة.

كما أكدورا على ضرورة الاستفادة من الإمكانات الطبيعية والبشرية الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية، وتعزيز الابتكار والتخطيط الاستراتيجي، وذلك بهدف إرساء أسس متينة لإنجاح عملية التكامل الإقليمي وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

وفي هذا السياق، أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسية المدينة السابقة، نزهة بوشارب، في مداخلة بالمناسبة، أن المغرب يمتلك إرادة سياسية قوية لدعم وتعزيز الاندماج الإفريقي، مشيرة إلى أن ذلك يبرز من خلال المبادرة الملكية الأطلسية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي عبر بنية تحتية متقدمة.

من جهة أخرى، أبرزت السيدة بوشارب أن تحقيق الاندماج لا يقتصر على البنية التحتية فقط، بل يتطلب منهجية شمولية ومنظومة متكاملة الحلقات، مع تخطيط قاري شامل يهم القارة الإفريقية، وذلك بغية مواجهة التحديات المتعلقة بالمعايير والتنظيم والتنفيذ، داعية، في هذا الصدد، إلى إحداث تجمعات صناعية تمثل منصات أساسية لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.

كما يشكل شباب إفريقيا، تضيف السيدة بوشارب، الذي يمثل نحو 60 في المائة من السكان، رافعة قوية لتحقيق هذا الاندماج، خاصة إذا تم دعم الربط القاري على مستوى البنية التحتية والنظم اللوجستية، بما يعزز تفاعل جميع مكونات المنظومة لبناء اقتصاد إفريقي متكامل ومترابط.

من جانبه، شدد مؤسس ورئيس شركة ” African Technical Advisors”، هشام بوزكري، على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دعم الاستثمار والتنمية، وخلق فاعلين اقتصاديين وطنيين قادرين على العمل في القارة الإفريقية.

وأوضح في هذا السياق، أن غياب الفاعلين الاقتصاديين المحليين يؤدي إلى استحواذ الشركاء الدوليين على الأسواق الإفريقية، وهو ما يبرز الحاجة إلى نقل الخبرات والتقنيات، مثل تدريب ربابنة الموانئ عبر المحاكاة البحرية، ونمذجة الموانئ قبل إنشائها لتوفير الوقت والموارد وضمان نجاعة المشاريع.

وتابع أنه على الرغم من وجود العديد من المبادرات المهمة فإنها تظل غير كافية لتوسيع نطاق التنمية، إذ يتطلب الأمر بنية تحتية شاملة ومتكاملة تشمل الطرق والسكك الحديدية، مع معالجة الإشكالات الأمنية في النقل البيني، لضمان تزويد الأسواق بالسلع وإطلاق دينامية اندماج اقتصادي إفريقي فعال ومستدام.

وتتواصل فعاليات النسخة الثانية من المنتدى والمعرض الدولي للحركية والنقل واللوجستيك، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل الإتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك، والجمعية المغربية للنقل الطرقي العابر للقارات، إلى غاية 18 أكتوبر الجاري.

ويهدف هذا المعرض، الذي يجمع بالدار البيضاء أزيد من 63 متدخلا من حوالي عشر دول، إلى تحويل التفكير إلى عمل، من خلال وضع أسس ملموسة لإفريقيا أكثر ترابطا وتنافسية ومتكاملة بشكل مستدام.

ويروم هذا اللقاء المهني الدولي، إلى أن يشكل موعدا هاما يجمع مهنيي القطاع والفاعلين المؤسساتيين للتفكير في التحديات والقضايا المتعلقة بالخدمات اللوجستية في إفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.