كيفية تثمين واستعمال الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة؟

نظمت يوم أمس الأربعاء بالرباط، ورشة عمل وطنية حول تثمين واستعمال الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة في المجال الفلاحي.

وتهدف هذه الورشة التي نظمت بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، إلى إطلاق النقاش من خلال تبادل الملاحظات والتوصيات ومسودة خطة العمل الواردة في التقرير الوطني لعام 2024 حول تثمين الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة، مع إبراز الفرص الفلاحية والعقبات المؤسساتية والتنظيمية والتقنية.

وقال الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، رضوان عراش، في كلمة تليت نيابة عنه بالمناسبة أن تثمين الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة يقع في صميم الأولويات، باعتباره “يمكن من تحويل المخلفات إلى مورد مفيد للتربة والمحاصيل، مع ضمان الأمن الصحي والاستدامة البيئية والموثوقية الاقتصادية”.

وأبرز عراش أن هذه الرواسب تنطوي أيضا على إمكانات فلاحية كبيرة، يمكن أن تساهم في استعادة خصوبة التربة، وتقليل الاعتماد على الأسمدة المعدنية، وتعزيز مرونة الأنظمة الفلاحية.

بدوره، أبرز الكاتب العام لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، محمد وحميد، أن تثمين الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة يعد مسألة استراتيجية نظرا لما تطرحه من تحديات بيئية وصحية واقتصادية، مبرزا أن المغرب اعتمد منذ سنة 2010 استراتيجية وطنية لتدبير الرواسب، تحدد مسارات مناسبة لمعالجتها وتثمينها، بما في ذلك التسميد العضوي، واستصلاح المواقع المتدهورة، والحراجة، وإنتاج الغاز الحيوي.

وأشار إلى أنه مازالت هناك بعض المعيقات المرتبطة بالخصوص بالحدود التقنية والمؤسساتية ونقص البنيات التحتية، داعيا إلى إرساء إطار تنظيمي أكثر صلابة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي والتعاون الدولي، وتشجيع مشاريع مستدامة قائمة على التنسيق بين مختلف القطاعات.

من جهته، سجل ممثل “فاو” بالمغرب، ألكسندر أنه تاي هوين، أن المعالجة الصحيحة للرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة يمكن أن تجعلها مصدرا ثمينا للتسميد العضوي، مما يسهم في تحسين إنتاجية التربة، وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، وتعزيز مرونة الأنظمة الفلاحية في مواجهة التغيرات المناخية، مع انسجام هذا التوجه مع دينامية الاقتصاد الدائري.

وبعد أن استعرض تجربة “فاو” بالمغرب لأكثر من عقد من الزمن، بالشراكة، على الخصوص، مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أشار السيد تاي هوين إلى عدة دراسات ومبادرات حول التخلص من الرواسب وتثمينها، من خلال حلول مثل التجفيف الشمسي، والتسميد العضوي، والتثمين الطاقي، والتي مكنت من تحقيق مكاسب اقتصادية مهمة.

ويأتي تدبير الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة بالمغرب في إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة، الذي يهدف إلى معالجة أكثر من 80 بالمائة من مياه الصرف الصحي بحلول 2050. وتولد أكثر من 150 محطة معالجة مياه، حاليا، أكثر من 500 ألف طن سنويا من الرواسب، حيث لم يرتق تدبيرها بعد إلى الكفاءة المنشودة، خاصة فيما يتعلق بالاستفادة الفلاحية منها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.