في 14 غشت 1979، وفدت على عاصمة المملكة المغربية الرباط وفود من علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل وادي الذهب لتجديد وتأكيد بيعتهم لأمير المؤمنين، جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، معبرين عن تعلقهم المتين بالعرش المغربي ومؤكدين تمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بالانتماء الوطني وبوحدة التراب الوطني.
أجابهم الراحل الحسن الثاني قائلا: “رعايانا الأوفياء سكان إقليم وادي الذهب، إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة، منذ اليوم بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجبنا الدود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما في إسعادكم، فمرحبا بكم يا أبنائي في حظيرة وطنكم”، وقد كان هذا الحدث إيذانا بعودة الإقليم إلى حضن الوطن، وتأكيد على التلاحم بين العرش والشعب، واستمرارا لعملية استرجاع كافة أجزاء التراب الوطني.
بعد بيعة الرباط لوجهاء وشيوخ وأعيان وادي الذهب، دخلت القوات المسلحة الملكية إلى الاقليم المسترجع، وطردت العناصر الانفصالية منه، مما مهد الطريق لاسترجاع السيادة المغربية على الإقليم. وفي 4 مارس 1980، قام الملك الحسن الثاني بزيارة ملكية رسمية لمدينة الداخلة، حاضرة وادي الذهب، حيث ترأس هناك مراسيم تجديد البيعة والولاء من طرف ممثلي سكان المملكة، وأعاد الكرة في شهر مارس 1985، حيث قام بزيارة ثانية للأقاليم الصحراوية.
وقد أطلق المغرب في هذا السياق سلسلة من المشاريع الكبرى التي حولت المنطقة إلى قطب اقتصادي واعد، تجسيدا لهذه الرابطة المتينة وتأكيدا على العهد المتجدد بين العرش والشعب.
ففي عهد الملك محمد السادس، شهدت منطقة الداخلة- وادي الذهب نهضة عمرانية تحوّلت إلى محرّك اقتصادي فعّال وأصبحت قبلة للاستثمارات الكبرى، حيث عرفت بنية تحتية وتنمية هامة عبر إطلاق مجموعة من المشاريع الكبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الطريق تزنيت الداخلة، وكذا توزيع الاستثمارات مما حول هذه الجهة إلى قطب اقتصادي بحري وطاقي. كما عرفت الجهة نهضة دبلوماسية منقطعة النظير عبر فتح مجموعة من القنصليات بها لعدد من الدول الصديقة والشقيقة.