فرقة waaju ومجيد بقاس، روح كناوة تمتزج بنبض الجاز العالمي في أمسية ساحرة بمهرجان جازابلانكا

الدار البيضاء – استمتع الجمهور الذي حج بكثافة إلى منصة 21 في إطار فعاليات مهرجان جازابلانكا في دورته الـ18، مساء أمس الثلاثاء، بأمسية ساحرة امتزجت فيها روح كناوة بقيادة المعلم الأيقوني مجيد بقاس، بإيقاعات الجاز العالمي لفرقة waaju اللندنية.

واحتفت هذه الأمسية الفنية بالحوار الثقافي، وبقدرة الموسيقى على بناء الجسور بين الشعوب، كما شكلت مناسبة للاحتفال بنجاح التعاون الفني بين بقاس وwaaju، بعد أن انتزعوا بجدارة بألبومهم المشترك تحت علامة BBE Music لقب أفضل ألبوم فني من نوع المزج في إنجلترا سنة 2024.

وكان تجاوب الجمهور كبيرا مع أداء الفنانين، الذين ردوا التحية برسم لوحات إبداعية حلقت بعقول وقلوب الحاضرين إلى سماء الإبداع، في تجاوز سلس للأداء الفردي، ليصنعوا تجربة جماعية قائمة على الحوار الموسيقي والتفاعل الحي.

وتفاعل الجمهور بحماس مع طبق موسيقي بادخ قدمه المعلم بقاس وفرقة waaju، تم انتقاؤه بعناية من ألبومهما المشترك المعنون بـ”ألوان”، فكانت لأغاني من قبيل “زيد المال” وبوسويو” و”بوليلة” مفعولا كبيرا في استفزاز حواس الحاضرين الذين تفاعلوا بحماس مع إيقاعات عابرة للحضارات والثقافات غاية في التنسيق والجمال.

وأمتع مجيد بقاس، ابن مدينة سلا، وهو موسيقي ومؤلف وعازف على آلة الكنبري، يُعد من الرواد المغاربة الذين طوروا فن المزج بين موسيقى كناوة والموسيقى العالمية، خاصة الجاز والبلوز، الجمهور الحاضر بصوته الآسر وكاريزمته وبراعته في العزف على “الڭمبري”، بالإضافة إلى إتقانه لآلات أخرى كـ “النگوني” والغيتار.

وعن مشاركته في مهرجان جازابلانكا في دورته الـ18، أعرب الفنان مجيد بقاس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته بلقاء جمهور الدار البيضاء، مشيرا إلى أن موسيقى “كناوة” و”الجاز” ينتميان لعائلة واحدة  وينحدران من أم واحدة هي القارة الافريقية.

وتابع “نحن نعيش اليوم لحظات مميزة تتسم بالمزج بين الإيقاع الكناوي بطقوسه وآلاته وبين الارتجال الفني في موسقى الجاز”.

من جانبه، عبر قائد الفرقة الموسيقية البريطانية waaju ، العازف والمؤلف بين براون، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان جازابلانكا في دورته الـ18، معربا عن سعادته بلقاء الجمهور المغربي العاشق للفن والموسيقى.

وكان لجمهور منصة 21، موعد مع حفل ثان لا يقل سخاء وإبداعا عن سابقه، مع حضور متميز لفرقة الجاز البريطانية Ezra Collective، والتي ألهبت الأجواء بموسيقاها التي تتغذى من خليط يجمع الجاز، بالأفروبيت، والهيب‑هوب، والفانك، والريغي.

وتميز العرض الذي قدمته الفرقة أمام جمهور متحمس، بالحيوية والإيقاع الحي والارتجال الجماعي، مما مكن من بسط جسر من التآلف مع الجمهور، بلغ ذروته حين نزل عازف الساكسفون جيمس موليِسون من المنصة وقدم وصلة موسيقية غاية في الإبداع وسط الجمهور.

وقدمت الفرقة بعضا من أشهر مقطوعات ألبومها الأخير Dance, No One’s Watching، وسط تجاوب منقطع النظير من الجمهور.

وهكذا، من ضفاف المحيط الأطلسي إلى شوارع لندن، ومن روح كناوة إلى إيقاعات الجاز الحديث، عاش جمهور جازابلانكا لحظات موسيقية استثنائية، تحت سماء مدينة تثبت مرة أخرى أنها عاصمة للإبداع والانفتاح.

ويواصل مهرجان “جازابلانكا”، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 12 يوليوز الجاري، التزامه بتقديم تجربة متكاملة للجمهور، والتي تشكل ميزة أساسية من هويته.

ففي منتزه أنفا، تم تجهيز الفضاءات لتوفير أقصى درجات الراحة، من خلال منصتين وفضاءات للمأكولات المتنوعة، ومناطق للاسترخاء، وأجواء حميمية تجعل من المهرجان فضاء نابضا بالحياة والتلاقي.

من جهة أخرى، تحتضن منصة “نفس جديد” بحديقة الجامعة العربية بالدار البيضاء، إلى غاية 12 يوليوز الجاري، أربعة عروض موسيقية مجانية يحييها كل من: فرقة “درعة تريبز”، مهدي قاموم، أنس شليح كينتت، وسكينة فحصي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.