تحولت أشغال المؤتمر المحلي والإقليمي لحزب الحركة الشعبية، المنعقدين يوم الأحد 9 نونبر الجاري بجماعة سيدي بيبي التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها، إلى ساحة من الفوضى والصدامات العنيفة بين المشاركين، في مشهد أثار استغراب المتتبعين وأعاد إلى الواجهة سؤال الانضباط داخل الأحزاب السياسية.
ووفق المعطيات التي توصلت بها “الأول للأخبار”، فإن الحاضرين، اللذين كان من المفترض أن يشكلا محطة تنظيمية لتجديد الهياكل المحلية والإقليمية للحزب، عرفا توترا حادا بعد نشوب خلاف بين مناصري تيارين متصارعين، إثر رفض اللجنة التحضيرية قبول ترشح أحد الأعضاء بدعوى “عدم استيفائه للشروط القانونية”.
هذا القرار أشعل فتيل الغضب داخل القاعة، حيث دخل أنصار الأطراف المتنازعة في مشادات كلامية سرعان ما تطورت إلى تبادل للضرب وتكسير للكراسي والطاولات، وسط حالة من الفوضى والهلع بين الحاضرين، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو جرى تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت مصادر من داخل الحزب بأن أعمال العنف تسببت في توقف أشغال المؤتمر أكثر من مرة، قبل أن تستأنف في أجواء متوترة وتحت مراقبة أمنية غير مباشرة، في حين وجهت أصابع الاتهام إلى بعض “الوجوه القديمة” داخل التنظيم، والتي قيل إنها “رفضت التخلي عن مواقعها وتحاول عرقلة التجديد”.
ورغم التوتر الذي طبع الجلسات، فقد تمكن المؤتمرون في نهاية المطاف من انتخاب الحسين أوروص كاتبا محليا للحزب بجماعة سيدي بيبي، فيما تم انتخاب عزيزة العثماني كاتبة إقليمية للنساء الحركيات بإقليم اشتوكة آيت باها.
الحادث، الذي وصفه بعض المتتبعين بـ”المؤسف والمهزلة”، يسلط الضوء مجددا على هشاشة الممارسة الديمقراطية داخل بعض التنظيمات السياسية، ويطرح تساؤلات حول قدرة الأحزاب على تدبير خلافاتها الداخلية بالطرق الحضارية، خصوصا في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.