قدمت الكاتبة والمحاضرة المغربية، أسماء المرابط، اليوم الجمعة، ضمن فعاليات مهرجان باريس للكتاب (11-13 أبريل)، مؤلفها الجديد بعنوان “الإسلام والحريات الأساسية: من أجل أخلاقيات كونية”.
ويتناول هذا الكتاب، الصادر عن منشورات (En toutes Lettres)، مجموعة من القضايا المرتبطة، بالأساس، بالحرية الدينية، وعقوبة الإعدام، والمساواة بين النساء والرجال، وغيرها من المواضيع.
وتقوم المرابط، عضو أكاديمية المملكة المغربية، بتفكيك هذه الإشكاليات من خلال قراءة مزدوجة: قراءة تستند إلى المرجعية الحقوقية الكونية، وأخرى إلى المرجعية الدينية، وذلك في إطار دفاعها عن عدالة قائمة على المساواة في معالجة هذه القضايا.
وأشارت خلال لقاء نظم في الجناح المغربي بالمهرجان، إلى أن كتابها لا يقدم أجوبة قطعية، بل يقترح بدائل انطلاقا من القيم الأخلاقية، من خلال تفكيك القراءات التقليدية لكل من المرجع الديني والكوني، مشيرة إلى غياب المعرفة بالنصوص الدينية والمبادئ الكونية.
وأكدت الباحثة المغربية أن هذه المواضيع تثير نقاشا واسعا داخل المجتمع المدني، وفي الأوساط الجامعية والفكرية، مشددة على أهمية الخروج من منطق التنافر بين المرجعيتين الدينية والحقوقية.
وأضافت أن كتابها يسعى إلى المصالحة بين المرجعية الدينية ومنظومة حقوق الإنسان، من خلال استعادة البعد الأخلاقي والروحي الذي يؤسس للعدالة وكرامة الإنسان.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت المرابط أن إصدارها يأتي في سياق نقاش مجتمعي مستمر منذ سنوات في المغرب حول قضايا الحريات الأساسية، لا سيما الحريات الفردية.
وأبرزت أن هذه القضايا باتت في صلب انشغالات المجتمع المغربي، وأن الكتاب يعيد مساءلة المرجعيتين معا: المرجعية الكونية والدينية، أي ثنائية التقليد والحداثة.
وقالت: “بين التقليد والحداثة، المغرب يبحث عن نموذجه الخاص”، مؤكدة أنها تسعى من خلال هذا الكتاب إلى تقديم بدائل توضح أن المرجعية التقليدية لا تتنافى بالضرورة مع القيم الكونية.
وتتضمن البرمجة الكثيفة للمهرجان مجموعة من الأنشطة داخل الجناح المغربي، تشمل 28 ندوة في فضاء المحاضرات، و16 حلقة نقاش حول مواضيع أدبية واجتماعية، و10 عروض تقديمية للكتب، وعرضين فنيين (فن الصلام والمسرح)، بالإضافة إلى مائدة مستديرة دولية حول “المصير الأطلسي بين فرنسا والمغرب”، تماشيا مع موضوع هذه السنة: “البحر”.
كما يتضمن برنامج هذه الدورة عرضا وثائقيا بعنوان “القفطان المغربي: رحلة عبر أنامل الصناع التقليديين”، إلى جانب أنشطة موجهة للأطفال تضم 15 ورشة (في الزليج والنسيج والاختبارات الثقافية)، فضلا عن عرض موسيقي قصصي بعنوان (Le voyage de Pois Chiche)”.
ومن بين الفعاليات، أيضا، ثلاث لقاءات تكريمية لأعلام الأدب المغربي: إدريس الشرايبي، إدمون عمران المالح، ومحمد خير الدين.