“نسمع” برنامج وطني أضحى نموذجا على الصعيد الدولي

تمكن المغرب، بفضل دعم صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، أن يُرسي، مع توالي السنوات، نموذجا للتكفل بالصمم لدى الاطفال، يتميز بمستوى تكامله ونتائجه.

ففي صلب هذا النموذج يوجد البرنامج الوطني “نسمع”، المصمم لتنظيم مسار تتبع الطفل الذي يعاني من الصمم، بدءاً باختبارات السمع الأولى حتى الإدماج المدرسي.

وبفضل هذا البرنامج، أضحى الكشف المبكر مهيكلا بشكل أفضل، والمسارات المرجعية أكثر وضوحا، وجراحة زرع قوقعة الأذن مخططا لها بشكل أفضل، كما أن إعادة تأهيل تقويم النطق تندرج ضمن مسار متناسق يشمل الأسر والفرق الطبية والمؤسسات التعليمية.

واليوم، راكمت الفرق المغربية خبرة تحظى بالتقدير في الخارج. ويعترف العديد من المتخصصين من أوروبا وأمريكا الشمالية بالقدرة الفريدة للفرق المغربية على مواجهة تحديات كانت تبدو مستحيلة في السابق.

ويعتبر هذا الإنجاز ثمرة استثمار متواصل في التكوين والتعاون بين المصالح، وتبادل الخبرات والإرادة في المضي قدما لتجاوز حدود ما يمكن القيام به لاستعادة السمع بالنسبة للطفل.

ويجمع النموذج المغربي بين الجراحة الدقيقة والتخصص في مجال السمع وتقويم النطق والمواكبة الاجتماعية والمدرسة الدامجة. كما يؤكد أنه بإمكان بلد من الجنوب، ليس فقط بلوغ المعايير الدولية، بل أيضا اقتراح أسلوبه الخاص في العمل، يتلاءم مع واقعه ومع واقع القارة الإفريقية.

ومن خلال برنامج “نسمع” وفرقه من النخبة، يبرز المغرب كفاعل يقترح، ويؤكد مكانته، ويُلهم الآخرين. فـ “نسمع” ليس برنامجا، بل منظومة متكاملة، واستمرارية للتكفل مصممة لضمان تكافؤ الفرص في كافة أنحاء التراب الوطني.

وفي الواقع، يشمل برنامج “نسمع” على التكلف الشامل، الكشف المبكر، والتشخيص المتخصص، وجراحة زراعة القوقعة، وإعادة تأهيل تقويم النطق بعد الزرع، والاندماج المدرسي من مرحلة الحضانة إلى الجامعة، والتتبع التربوي والاجتماعي.  وإلى غاية اليوم، استفاد 850 طفلا مغربيا من زراعة قوقعة الأذن بفضل هذا البرنامج.

وبعد النجاح الكبير الذي حققه على المستوى الوطني، أضحى “نسمع” برنامجا دوليا تحت مسمى “متحدون، لنسمع بشكل أفضل”. ويتعلق الأمر بإطلاق النموذج المغربي على الصعيد الدولي، من خلال ضمان نفس متطلبات الجودة والأخلاقيات والابتكار.

وهكذا، تم اليوم إطلاق برنامج “متحدون، لنسمع بشكل أفضل” في 21 دولة في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية (خاصة السلفادور).

واستفاد ما مجموعه 341 طفلا من هذه المناطق من عمليات زرع وتتبع في إطار هذا البرنامج الدولي الذي يعتمد إشعاعه أيضا على تعاون مهيكل جنوب – جنوب : التكوين ونقل المهارات ومواكبة الفرق الطبية الأجنبية لتعزيز القدرات الوطنية في البلدان الشريكة.

وانسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل مغرب دامج، متضامن ومتوجه نحو إفريقيا، يعزز هذا البرنامج مهمة المؤسسة: تقاسم الكفاءات وتكوين الفرق ، وتمكين كل طفل من الحق في حاسة السمع والتعلم والنمو. كما أنه يعزز النموذج المغربي الذي يُلهم اليوم ويقوي الصلات ويفتح المجال أمام جيل كامل لكي ينمو.

هذه الرؤية الملكية، القائمة على التقاسم والابتكار والتضامن، تُلهم البرنامج الذي تنفذه مؤسسة للا أسماء، والذي يجسد طموح المغرب الذي لا ينمو بمفرده، ولكن مع الآخرين، من خلال نقل خبرته لخدمة الطفولة والصحة ومستقبل القارة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.