يحتضن ملعب مونتجويك، اليوم الأربعاء، واحدة من أقوى مواجهات الموسم، عندما يستقبل برشلونة الإسباني نظيره إنتر ميلان الإيطالي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في مباراة تعيد إلى الأذهان صراعات كلاسيكية بين مدرستين كرويتين مختلفتين، وتمهد الطريق لنهائي القمة في البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية.
يدخل برشلونة مواجهة الليلة وسط أجواء من التفاؤل والثقة، بعدما تجاوز عقبة بوروسيا دورتموند في ربع النهائي بنتيجة 5-3 في مجموع المباراتين، مؤكدًا على عودته القوية إلى الواجهة الأوروبية بعد سنوات من الإقصاء المبكر والتعثر القاري.
الفريق الكتالوني يعيش موسما استثنائيا، حيث توج مؤخرا بلقب كأس ملك إسبانيا بعد فوز دراماتيكي على ريال مدريد بنتيجة 3-2 في النهائي، وهو ثاني ألقابه هذا الموسم بعد التتويج بكأس السوبر الإسباني على حساب نفس الخصم، كما أنه يتصدر حاليا جدول ترتيب الدوري المحلي بفارق 4 نقاط عن الريال، ويقترب من حسم اللقب.
هذا الزخم جعل الحديث يتصاعد حول إمكانية تحقيق برشلونة لـ”الرباعية التاريخية”، وهو أمر لم ينجزه منذ أيام بيب غوارديولا، وسيكون تجاوز إنتر ميلان خطوة مصيرية نحو هذا الحلم الكبير.
لكن القلق الوحيد في أروقة برشلونة يتمثل في الشكوك المحيطة بجاهزية الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي يعاني من إصابة خفيفة، رغم أن الفريق يعوّل أيضًا على ديناميكية الشابين لامين يامال ورافينيا في الخط الأمامي.
من جانبه، يدخل إنتر المباراة بعدما قدّم أداءً كبيرًا في ربع النهائي أطاح به العملاق البافاري بايرن ميونخ، بعد فوزه ذهابا 2-1 في أليانز أرينا وتعادله إيابا 2-2 على ملعب “جوزيبي مياتزا”، ليعبر بفارق ضئيل لكن بأداء ناضج يُحسب له.
ورغم أن الفريق يعيش فترة صعبة على المستوى المحلي، حيث فقد صدارة الدوري الإيطالي لصالح نابولي وخرج من نصف نهائي كأس إيطاليا أمام ميلان، إلا أن تاريخه في المسابقات الأوروبية وواقعيته المعروفة يجعلان منه خصمًا لا يستهان به.
إنتر، المتوج باللقب الأوروبي ثلاث مرات آخرها عام 2010، يمتلك واحدا من أقوى خطوط الدفاع في البطولة، ويعول على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي في مواجهة الضغط المتوقع من برشلونة.